غُرفة يسكُنها الظلام،ويتنشر بارجاءها الصمّت،ويتسلل ذلك الضوء المتمركز على طاولة التحقيق الى وجهه،ولكنّه لم يُعطِّي ردّة فعل،يسترسل نظرات برود للمُحقق وقت نطق:تعرف بإن مازن مُجرم ومغطّي عليه؟
جوّاد كان بيتكلم لكن فجأة صار يتردد كلام العم فارس بمسامعه"اذا جاء واخذ ربي امانته شوق امانتك يا ولد جراح!
-شوق امانتك يا ولد جراح!
-شوق امانتك يا ولد جراح!
-شوق امانتك يا ولد جراح!
لا يا جوّاد لا تعترف وتخلي امانتك لجوّر الايام لا لا الردّى ماهو طبعي ولا من افعالي"
رفعّ انظاره على المُحقق،ولكنّها لم تكُن نظرات برود،كانت نظرات تختلف كُليًا عن النظرات الاولى،نظرات يتخللها التردد وتأنيب الضمير ولكنه نطق بهدوء مُخيف:لا ماعندي علم عن اعماله ابدًا،اللي بيني وبينه صداقه عاديه او بالاصح زماله.
المُحقق وقف وهو يردف:تمام،بطلعك بس اذا اخذت اقوال مازن وطلع لك يد بالموضوع صدقني تتمنى بأنك اخرس وما نطقت بانك ماعندك علم!!
أومأ جوّاد بهدوء،لم يُعطِّي أي ردّة فعل،رُبما لانه بريء او رُبما لان هناك حمّل كبير على اكتافه اُجبر على الكتمان والتسّتُر،وقف بطوله الفارع امام الحارس المُنحني يفكّ الكلبشات المُحيطة بمعصميه،استرسل حكيّه للحارس:اخذتوا اقوال المُتهم؟
رفع الحارس انظاره على جوّاد لانه مو من حقّه يسأل هذا السؤال،ولكن جوّاد فهم نظراته ورجع يردف بعجله:يعني اتضحت برائتي؟
تنهد الحارس وأومأ براسه ونطق بهدوء وبابتسامة:نعم المُتهم مازن اعترف واقّر ان مالك يد بالموضوع تطمن اخوي.
ابتسم جوّاد وهو يخرج بخطوه تتلوها الاخرى ويحسّ وكأن كل خطوه تحمل عددًا مُضاعف من الكيلومترات يحس بِثُقل كبير على اكتافه.بِمكان آخر،تحديدًا بيت الجد سيّاف.
جالس الجد سيّاف بغرفته،لابّس نظارته ومركز على ذلك الكِتاب،كِتاب يحمل بداخِله الثقافات التاريخية،يقرأ بتركيز واهتمام للمواضيع المُشوقه،دخلت الجدة نورة واردفت بصوت خفيف:سيّاف؟
رفعّ راسه المُنحني للكتاب ونطق ببتسامه:سمّي؟
جلست بجنبه ونطقت:سمّ الله بدن عدوينك.
واسترسلت حكيّها مكمله وهي تسحب الكتاب من يدينه وتقفله:ابغيك بموضوع مهم.
عقد حواجبه من جديتّها ونطق:آمري؟
الجدة نوره بتنهيدة من تذكرت ونطقت :اسمعني زين ولا تقاطعني!#فلاش_باك:
دخل ببتسامة من جدتّه وحبها للتطريز،تقدم ابعد القماش وادوات التطريز،واستلقى بحضنها وتنهد تنهيدات مُتتالية،نطقت الجدة بحنيّة:علامها ضلوعك تسرب وجعها بالتنهيدات؟
تنهد تنهيدة طويله ونطق:اهيه يايمّه وش اقول؟
الجدة نوره باست راسه وابتعدت وهي تخللّ يدينها بخصلات شعره وتردف بنبرة حُب وحنيّة:قول لين مايبقى من القول حرف،لا تجمع حكاويك بين ضلوع صدرك وبعدني احتويك واحتوي اوجاعك وحكاويك ؟!
رفعّ نظره لجدته وابتسم بِحُب واردف:ياجدة لو اطلبك بتردّيني ؟
اجحضت عيونها واردفت وهي تهز راسها بالنفي:ما اردّك يا عزوز،واللي نفسي بيده لو الموضوع مقدور بحول الله ما اردّك!
ابتسم وهو يسترسل حكيّه مكمل:ودي بالهيّام يا يمة!.
الجدة اعتلى ملامحها الاستغراب ونطقت:الهيّام؟بنت سيف يا امي؟
اشار بالموافقة ونطق مُبرر:يا يمّه ما بقت حفيدتك فيني لا عقل ولا قلب ولا روح،ودي بها ولا اودّ من بنات حواء غيرها.
الجدة نورة:بس يا امي بعدكم صغار!وغير كذا تعرف هيّام ما بتتخلى عن دراستها ابدًا.
عبدالعزيز سحب يدين جدتّه وحطها على قلبه وطبّق جفونه ونطق:يمّه تسمعينه؟
رفع نظره لها ورجع يكمل بعد ما شافها تهز راسها بالايجاب:ما دقّ الا لها!بيوقف كان راحت لغيري يا يمه،وما اقصد زواج لا ابدًا يمّه اللي اقصده اني احس فيه احد بياخذها غيري ولا تخلّونه ياخذها وبعدي حيّ ياجده طلبتك،عندي احساس ان جوّاد ودّه فيها يمّه!!
الجدة نورة باستغراب:جوّاد ماغيره؟ولد فاطمه؟
أومأ،ابتسمت الجدة تطمنه مُردفه:بإذن الله ما ياخذها غيرك يمه،تطمن انا بكلم جدك وانت لا تبيّن لاحد!
كان بيتكلم ولكن دقّ الوليد الباب ودخل جزء جسمه العلوي وابتسم وهو يشوف عبدالعزيز مُستلقي وراسه يتوسط احضان جدتّه،نطق وهو لا يزال مُبتسم:عزوز جدي يناديك.
التفتت عبدالعزيز على جدتّه:لا تنسين ياجدة تكفين!
الجدة ببتسامة:لا ماعليك يا وليدي،روح شوف جدك.
أنت تقرأ
" عطّوه فرحتي لا تخلّونه حزين ".
Randomتبدأ قصتنا من لحظة ادراك بطلنا بأنه يحب بنت عمّه اللي يتجاكر معها دائمًا،عندما ادرك بأنه يحب البنت اللي اذا اجتمع هو وهي بِمكان واحد اقاموا حربًا،الفتاة التي يضن انها تكرهه،ياتُرى ستنجح قصة حُب عبدالعزيز؟نعرف ذلك بعد القراءة.