٢٢

2.6K 126 19
                                    

الحب!
هل الحب لعبة يحلو للمرء اللعب بها كما يحلو له؟!
أم لعنة تصيب الإنسان دون أن تتركه!
أم صدفة مُقدرة!...
مجرد لقاء شخصين؟!
لقاء قلبين!
فقط!
أم عالمين يختلطا و كلاهما يطبع على الآخر لتكوين عالم جديد مختلف تماماً عن ذي قبل!...

و مازالوا هم يتعلمون الإجابة
يشعروا بها
يفهموها
يعايشوها
و يكتشوفها كل يوم بشكل مختلف...

ثلاثة أعوام مرت، و ضي مازالت تلك الشخصية المعقدة و الرقيقة بذات الوقت، كما هو مازال الوحيد الذي لديه القدرة على فك شفرتها و معرفة كلمة السر...

_ممكن كفاية بقا!

نظر لها بصمت يحثها على الهدوء فكالعادة يفطن أنها تمر بعادتها الشهرية، و إن كانت لا تقولها صريحة، خجلها يمنعها، لكنه يفطن الأمر. وبينما هي تشعر بالغضب و الخجل و يصاحبهم شعور بالبكاء لكل شئ!
هي تكن شخصية صعبة جداً في هذه الفترة و طوال عمرها لا أحد يفهمها و لا يتحمل طوال الوقت لكنها تريد بقرارة نفسها أحد يتساهل معها، يكن ذكي بشكل كافي ليحتويها في هذه الفترة تحديداً،  هو كالعادة يفعل. نظرت له و النظرة بها رجاء و قالت كما تقول في كل مرة بعد نوبة من الجنون:
_ممكن تتحملني!

ابتسم بيأس من تلك التي وقع قلبه صريعاً لها و قال:
_من غير متقولي

تنهدت و بدأت تشرح بعشوائية اظهرتها بشكل لطيف و طفولي :
_أنا صعبة... انا... انا بس... محتاجة اللي... اللي يفهم... يعرف تعامل معايا.... والله أنا... أنا....

قاطعها هو بابتسامته الأجمل على الاطلاق:
_متخافيش، هاحتاويكي و هاوهودك

رفعت حاجبها و قالت عكس حالة الهدوء من ثواني:
=إيه هاهودك دي! انت...

قاطعها مرة أخرى قائلا:
_متخافيش و أهدى...

نظرت له بصمت و النظرات بينهما بها الكثيرة و قد هدأت تماماً و تحولت لحمل و ديع و قد فكرت أن تعانقه و تتشبث به فهي تحتاج لذلك بشدة، فدهشها و كأنه قرأ عقلها عندما وجدته يسحبها برفق لكي يتوسد رأسها صدره و كم كانت تلك الحركة نالت منها بسرعة فتشبثت به كطفلة صغيرة تخشى الضياع، و همست له و هي تتمسح بصدره:
_انا بحبك و الله

فابتسم هو و ربت على رأسها بحنان يجتاح العالم و كأنها طفلته و ليست زوجته:
_ و أنا بموت فيكِ يا مطيرة من عيني النوم....
###########
_جرا إيه يا ولية يا قراشانة أنتِ!

و أصبح طه لا يركض لحمايتها، أو يأتي لها بحقها و مسح دموعها بعدها، بل أصبح يجلس و يشاهد باستمتاع و هي تحصل على حقها و تدافع عن نفسها بكل بسالة و شراسة...

_بقا أنا اللي مش تمام و أنتِ خضرا الشريفة ! يا ولية مصدية يا مقيحة يا حرباية بتتلون كل شوية لون!

صاحت السيدة الأخرى بغل:
_ ماتتلمي يابت انتِ! أ...

لم تجعلها جنة تكمل حديثها بل انقضت عليها بغضب عارم و بقوة و أخذت تكيل إليها الضربات بشراسة و طه يجلس و على وجهه ابتسامة زهو و فخر أب و استاذ نجح تلميذه، و الناس تشاهد لا تجرأ على الاقتراب خوفاً من طه، حتى ابتعدت جنة عن المرأة و هي تنهج من فرط المجهود و اقتربت بابتسامة من  طه الذي نهض مستقبلاً إياها بدعم دون الاهتمام بالناس أو بدعوات المرأة عليها و على زوجها و همس لها بفخر:
_يا زين ماربيت

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 06, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شارع حُبنا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن