ألا لَيتها تُمطِر..

23 3 8
                                        

في بعض الأيام، تتجاوز المشاعر حدود الكلمات وتسكن في أعماق القلب كجرح مستعصي ينزف بلا توقف.
يأتي الحزن كغيمة سوداء تعم السماء، وتتراقص الأفكار في دوامة من الارتباك والحيرة. ترغب بالبكاء، ولكن في الوقت نفسه، تخشى ما قد تخلفه تلك الدموع!

هل التعبير عن الألم بالبكاء يعني الضعف؟
هل سأفقد السيطرة على نفسي وأنا أغرق في بحر الحزن؟ تلك الأسئلة ترافقني في كل خطوة.

ولكن، ربما يكمن في البكاء قوة خفية، قوة تطهر الروح وتعيد الهدوء إلى القلب المضطرب أليس كذلك؟
ربما تكون الدموع هي لغة الصمت التي تبث الحنان والتعاطف بلا كلمات ولكنني لا أستطيع غَسل روحي هل يا تُرى جَفت عَبراتي؟ أم أنها قررت مخاصمتي؟
هل هي خائفة من السقوط فلا تجد من يتلقطها؟
ما بِها عَبراتي؟

في لحظات الضعف، يتملكني شعور الضياع، أشعر برغبة قوية في البكاء، ولكن في نفس الوقت، يخيفني فكرة فقدان السيطرة على مشاعري وأفعالي.

أحاول أن أخفي تلك المشاعر خلف قناع الثبات، ولكنه مُنهِك.

أشعر أنني مُستنزَفة...

في متاهات الأحاسيس وضبابية العواطف، يترنح قلبي بإستمرار تتلاطم مشاعري في عاصفة لا تنتهي.

هل سيمضي؟ ذلك السؤال يرافقني في رحلة البحث عن السلام الداخلي، ويجعلني أشعر بالضياع.

لَيت العالم يتوقف، لَيت الأصوات تَصمت، ويهدأ ذلك الضجيج الذي يغلفني ويغمرني بلا رحمة.

أريد تلك اللحظة الهادئة، أريد أن أجد السلام الذي لطالما بحثت عنه، وأجد الهدوء الذي ينقصني في هذا العالم المشوش.

أُريد إغلق عينيَّ والإستماع إلى صمت الكون.
أريد إستنشاق الهواء النقي والشعور بالسكينة تتغلغل في كل خلية من جسدي.

أريد أن يتلاشى كل شيء من حولي، وأن أجد نفسي وسط ذلك الهدوء الذي سيمنحني القوة والثبات.

أتمنى أن يأتي ذلك الصمت الذي سيعيدني إلى ذاتي، ويسمح لي بالتفكير والتأمل في الحياة دون ألم يَنهش روحي.

لَيت العالم يتوقف، وأجد في صمته السلام والسكينة التي تحتاجها روحي.

ليته يتوقف، ليتها تصمت، ألا ليتها تُمطر.

ظِلٌ عابِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن