وَميضٌ داكِن...

29 4 14
                                    


في عالمي المتناقض، تتجلى جماليتي.
أنا مثل الليل والنهار في آنٍ واحد.
أنا الهدوء والعاصفة.
السكون والحركة.
أتراقص بين الضوء والظلام.
أتنقل بين السماء والأرض.

كالجمال والقبح.
السعادة والحزن.
أرتدي قناع القوة والضعف في آن واحد.

في أعماقي تتلاقى التناقضات كالمد والجزر.
فأنا بين السكون والهموم أجد مأوى.
أحياناً أكون كالنسيم اللطيف يلامس الورود، وأحياناً أكون كالعاصفة التي تهز الأشجار.

أراقب الحياة بعينين متناقضتين،
فأنا بين الفرح الزاهي والحزن المغمور،
أحمل في قلبي نغمتين متضادتين،ترسمان بوحاً لا يفهمه إلا القلوب الواعية.

أحلم بالطمأنينة كما يحلم الفارس بالنجاة،
ولكنني في الوقت ذاته أتوهم بالفوضى كالعاشق المجنون!
أنا المتناقضات المتلاطمة في بحر الوجود،
أحمل في روحي خيوطاً متشابكة من الحياة والموت.

تتلاشى تناقضاتي كلما اقتربت من النور،
وتتلاشى كلما غمرتني ظلال الظلام،
كالقمر في ليلة مظلمة،
أنير وأظل متناقضاً في أعماقي.

أسردُ وجودي بتضاريسٍ متناقضة،
فأنا في عمقي نهرٌ من المشاعر المتدفقة،
يحملُ بين أمواجه غموض اللاشعور والشفافية،
فأنا متاهةٌ لا يمكن حلها سوى بالتناقضات.

أتلعثم بين تناقضاتي كالشاعر في قصيدته،
فأنا في الوقت نفسه حلمٌ وحقيقة،
سجين اللحظة وطائر الأفق،
أتناقض بين الرغبة في البقاء والحنين للرحيل.

في رحلة الحياة، أنا كتابٌ مفتوحٌ من تناقضات،
أكتبُ صفحاتي بين الأمل واليأس،وبين الضياع والوصول .

أهوى التناقض كما يهوى الفنان إبداعه.
سأغوص في أعماقي وأكتشف أنني أكثر من مجرد ظِل!

ظِلٌ عابِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن