ظِلٌ عابِر

نافِذة الروح ♡~

━┄ׅ━ׄ┄ׅ━ׄ ੭᧙ ━ׄ┄ׅ━ׄ┄ׅ━

العيونُ إذن هي لوحةٌ فنيةٌ بديعة، تُرسَمُ بريشةِ الإحساسِ وألوانِ المشاعر. كقصيدةٌ تُنشدها القلوبُ بِصمتٍ، وروايةٌ تُكتبُ في لحظةٍ عابرة. هي الكونُ في أصغرِ تفاصيلهِ، والزمنُ في لحظةِ تأملٍ خاطِفة.

هي تلك النوافذ السحرية التي تنفتحُ على عالمٍ لا يراهُ إلا مَن يُبحِرُ في أغوارِ النفوس. هي مرآة الروح، حيثُ تعكسُ ما يكمنُ في أعماقِها من أسرارٍ .
في بريقِها نجدُ شظايا النجومِ تتراقصُ، وفي سوادِها، تتلألأُ حكمةُ الليالي الطويلة.

قد تكون العيونُ صامتة عند البعض، لكنها في الواقِع تبوحُ بأكثرَ مما تنطقُ به الألسن. هي حروفٌ تتجمعُ في كلماتٍ صامتة، ورموزٍ لا يفكُّ شفراتها الجميع فهي كرمز سري لعقول واعية.

تنطقُ بصدق، حيثُ يفضحُ السحرُ المكنونُ في حنايا النفس، فتصبحُ كأنها لغة خاصة لا يفهمها سوى أقلة.

يقولون العيون نواطق لأنها تفضح ما يخفيه القلب وتعجز عن نطقه الشفاه، يالَ عظمة هذه اللغة الصامِتة يالَ رِقة تلك اللحظات حين تلتقي النَظرات وتتعانق فتزيل الستار عن نافذة الروح ليصبح كل شيء واضحًا كشمس الصباح.

ألم نتحدث عن هذا من قبل عن حاجتنا لمن يقرأنا دون حاجته لسماع همساتنا المُتعبة من يستمع لهمسات روحنا ويكون صدى كلماتنا الصامتة.

هي كنافذة على العقل وشرفة الأفكار التي تطل على حقائق الكون.
هي المرسى الذي ترسو عليهِ سفنُ أفكارنا ، وميدانُ الصراع بين الأملِ واليأس. في نظرةٍ واحدة، تُختزلُ كلُّ الفصولِ، من ربيعِ الأملِ إلى خريفِ الحزن.

هي المرايا التي تعكسُ زوايا النفس بوضوح . تتألقُ فيها ألوانُ الفرحِ، وتتسربُ منها قطراتُ الحزنِ في هدوءٍ يشبهُ سكينةَ الليل. في لغة العيون، نجدُ الأحلامَ محمولةً على أجنحةٍ شفافة، والطموحات تلوحُ كنجومٍ بعيدةٍ تُرشدُنا في بحرِ الحياة.

هي قصصٌ تترددُ بين الرموش، وأغانٍ تُغنى دونَ لحنٍ أو صوت. بداخلها تُترجمُ المشاعرُ إلى صورٍ نابضةٍ بالحياة، حيثُ يرى الناظرُ فيها كلَّ ما يعجزُ القلبُ عن البوحِ به.
في لحظة، تُحدِثُ العيونُ حواراتٍ عميقةً بين الأرواح، فتُزيلُ الحواجزَ وتقرّبُ المسافات.

ومن بينَ تلك النظرات، تنبعثُ رموزٌ تُفكُّ بألفِ مفتاحٍ، وأسرارٌ تُكشفُ لمن يستحق.

في الواقع تبرز لغة العيون كأسمى وأعمق وسيلة للتعبير. تلك النظرات الصامتة تحمل في طياتها مزيجًا من المشاعر والأفكار، لا تستطيع الكلمات البسيطة أن تترجمها، نجد الصدق يتجلى في أنقى صوره، حيث لا مكان للتزييف أو التلاعب ولكنها تجيد النِفاق على من لا يستحق الفِهم.

كم من مشاعرٍ جميلةٍ تعجز الحروف عن وصفها، وكم من آلامٍ يخفيها الصمت لكن تفضحها نظرة واحدة. لأكون أدق وصفًا هي لغة المشاعر الحقيقية، التي تُترجم دون تكلفٍ أو تزييف.

في حضرة العيون، تتلاشى الكلمات، وتبقى الحقيقة ناصعة كالشمس. في نظرة حانية، نجد الحب يتجسد بأبهى صوره، وفي لمحة سريعة، نقرأ الحزن والأمل والحنين. لغة العيون لا تخطئ، فهي تتحدث مباشرة من القلب إلى القلب، متجاوزة كل حواجز الزمان والمكان.

إنها لغة الصمت البليغ، والصراحة المطلقة.
هي القصيدة التي تُقرأ دون كلمات، والرواية التي تُسرد دون عناء.

وكما قال العَرب سابِقًا :
《إنَّ العُيون أبوابٌ مُشرَّعة على الأرواح》

إلى ثَمينَتي🦋✨️

‏أردتُ أن أكتب شيئاً عنكِ
لكن كلماتي شَحيحة
وأنتِ أكثر من لُغة
فأعذُري حِبري.