خَلف الأقنعة

22 5 7
                                        

"لماذا لم تتحدث معي؟ لم تكن تهملني بالسابق، لماذا تغيرت؟ لقد تغيرت، لم تعد تهتم لأحد. لماذا لم تطمأن علي؟ أنت تهتم لنفسك فحسب. لا تتصرف بأنانية عليك التفيكر بغيرك."

هذه الكَلمات تُعتَبر كَالسِهامْ تَختَرق قَلبي، وَتَجعلني أشعر بالضيق.

ألا يَشعرون بأن هذه الكَلمات تؤثر علينا؟
ألهذه الدَرجة مَشاعِرنا مُبهَمة وشفافة وغير مَرئية؟

حتى لو تَغيرت، أليس عَليهم تَقبل النُسخَة الجَديدة مِنّا دون الإشارة إليها بَل إحتِضانها فَحسب، حتى لو لم تُعجبهم؟

هُم لَم يَروا ما عايشتُه حتى، فَكيف بِحق يُطلقون تِلك الأحكام عليّ؟
هم لم يَخوضو تِلك المَعاِرك!
هُم حَتى لا يَستطيعون رؤيَة الرُكام بَل يَنظرون للمبنى الجَديد وينتقدون تَصميمه ماذا عما خلفه بِنائُه؟ ماذا عن تِلك الصُخور المُحطمة في الخَلف؟

ألا يمكنهم وضع أعذار لنا بدل تلك الكلمات اللاذعة؟ مثلاً، ألا يمكنهم التفكير بما خلفه ذلك التغيير في قلوبنا بدل النظر بسطحية مثيرة للإشمئزاز!
ألا يمكنهم رؤية الدماء النازفة خلف ذلك القناع؟

أشعر أنني غير مفهومة بل وكأن تغيري جريمة يعاقب عليها القانون!

هل من الصعب عليهم غض البصر عن تصرفاتي الجديدة ومحاولة تقبلها؟
ألا يمكنهم النظر لتلك الأضواء الجديدة؟ أو ذلك الأثاث اللامع او تلك الجدران البيضاء ألا يمكنهم إخباري أنني أحسنت صُنعاً بترميم حطامي وجعله قصراً جديداً لي؟

لماذا أجدهم ينظرون لذلك الخدش الصغير في مرآتي أو لتلك البقعة على حائطي.
  ومنهم من يريد مني إعادة نفسي لأجلس بذلك الحطام!!

من أعطاهم الحق بلومي على إعادة بناء نفسي!
أكان علي الجلوس بين الركام إلى آخر عمري من أجلهم؟

أنا حتى لم انتهِ من بناء منزلي وها هم ينتقدون الواجِهة!

ظِلٌ عابِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن