ظِلٌ عابِر

صفحاتٌ متناثرة

صفحات وافكار متناثرة، كأوراق حائرة تتلاعب بها الرياح. ذكريات غير مكتملة، تساؤلات بلا إجابات.

في عمق الفراغ، تنهض صور ضبابية، تتلاشى قبل أن تُمسك بها اليد.

همسات تتردد في الأفق، كلمات مبعثرة كنجوم متناثرة في سماء عاتمة.
الحلم والواقع يندمجان، حدود ضبابية تتلاشى في فضاء لا نهائي.

صفحات تتفتح وتنغلق، أسرار تُدرك ولا تُفهم، مجرد أفكار متناثرة في عالم مبهم.

صفحات الحياة ككتاب قديم تتناثر منه الأفكار. تلك الصفحات ليست مرقمة، ولا تتبع تسلسلًا منطقيًا؛ إنها مشاعر وأحداث وأحلام مترامية الأطراف.
كأنها أوراقٌ تساقطت في خريف العمر، تتقاذفها الرياح دون وجهة. كل فكرة تنبثق من عمق التجارب، تُحاول أن تجد مكانها بين السطور، لكنها سرعان ما تضيع في زخم الحياة اليومية.

وهناك زوايا مظلمة لم تجرؤ على الكشف عن مكنوناتها.

كل صفحة تحمل توقيعًا خاصًا، بصمة لا يمكن محوها، ألوانها تبهت أحيانًا وتزهو أحيانًا أخرى. ورغم ذلك، تبقى هذه الأفكار المتناثرة خيطًا يربط بين ماضٍ عشناه وحاضر نعيشه ومستقبل نترقبه.
صفحات تتشابك وتتداخل، تتحدى الزمن وتثبت أن الحياة ليست سوى مجموعة من اللحظات والأفكار التي، رغم تشتتها، تشكل كياننا وهويتنا.

إنها رحلة عبر المتاهة الذهنية، نُعيد ترتيب الأفكار ونمنحها معنىً وقيمةً. نعود إلى صفحات قديمة لنتعلم منها، ونكتب صفحات جديدة بأيدينا، علّنا نجد في النهاية ترتيبًا خاصًا يناسب فوضى أرواحنا.

شظايا حلم تمزقت في فوضى الزمان فأختفت في بحر الأوهام.

لا تسلسل ولا ترتيب، مجرد ومضات تضيء لوهلة ثم تنطفئ. كل فكرة كطيف عابر، تخطف البصر لكنها تظل بعيدة، غير ملموسة.

في زوايا الذاكرة، تختبئ أسرار لم تُكشف، كلمات متداخلة كأحجية بلا حل. تنساب كتيارات خفية، تجرنا نحو مجهول لا نستطيع الإمساك به. صفحات تتداخل وتتباعد، تصنع نسيجاً معقداً من المعاني المتلاشية في ظلال الصمت.

🕯