ثَمينتي

69 7 6
                                        

كلهم قالوا عنك وكتبوا نعيهم... وأنا لا أدري كيف يُنعى المرء قلبه.

كيف نَكتب عن فراق جزء منا، يا ميسا...

عن غِياب النبض الذي كان يمنحنا الحياة؟

هم وصفوا الرحيل، أما أنا فأشعر به ...

في كل نبضة متبقية، في كل ذكرى تعود لتجرحني.

كانت احرفكِ تدفئ قلبي ما بِه بارد الان يا آري..

فهل أكتب نعيًا للعمر الذي سيأتي بدونك، أم أكتب نعيًا لما تبقى مني بعد رحيلك؟"

كلهم قالوا عنك وكتبوا نعيهم... وأنا لا أدري كيف يُنعى المرء قلبه ..

لشخص لم يقابله يومًا. كيف يرثي فقدًا كان مجرد خيال؟

كيف أكتب عن غيابك وأنا لم ألتقِ بكِ يا آري؟

لكنني والله شعرتُ بكِ في كل لحظة، في كل كلمة لم تُقال، في كل لقاء لم يحدث.

ربما لم تجمعنا الأيام، لكن الفراغ الذي تركته في قلبي حقيقي بقدر ما هو موجع.

ربما لم نلتقِ أبدًا، لكنني عرفتكِ في أحلامي، في القصص التي نسجها خيالي عنكِ.

كنتِ حاضرة في كل فكرة، في كل أمل لم يولد.

كيف أكتب عنكِ وأنتِ الغائب الحاضر؟

كيف أصف خسارتي؟

كأنك كنتَ نجمة بعيدة أراقبها كل ليلة، أضيء بها لياليَّ، والآن اختفت، تاركةً ظلامًا لا ينتهي.

إنني أرثي ما لم أرى يا آرتي خاصتي....

أرثي من نسج ابتسامة على شفتي دون عناء..

إنني أرثي المسافات التي حالت بيننا، واللحظات التي لم نعشها معًا.

أرثي الأحاديث التي لم نتبادلها، والذكريات التي لم نصنعها.

كلما حاولت أن أكتب عنك، أجد الكلمات تتبخر، كما تبخرت أحلامي بكِ. لقد كنتَ الوعد الذي لم يُوفَ، واللقاء الذي لم يُكتب له أن يحدث.

والآن، أقف عاجزة أمام هذه الورقة البيضاء، أمام هذه الحياة التي لم تجمعنا.

كيف لي أن أرثي من لم يكن له وجود في واقعي، لكن كان له وجود في أعماقي؟

كيف أرثي فقدانك، وأنا لم أعرفك يومًا، لكني شعرت بك في كل لحظة؟ ربما لم تجمعنا الحياة، لكنك ستظلين جزءًا من قلبي الذي لم يعرفك إلا في أحلامي.

ظِلٌ عابِرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن