🫧
لماذا نكتب؟
أنكتب عندما يصبح القلب ثقيلًا كصخرة في أعماق البحر، لا يستطيع أحد أن يرفعها.
أنكتب عن جروح، كآثار حرب طويلة على جسد منهك.
أنكتب عندما تتكدس لدينا الكلمات كأوراق شجرة في خريفها، ولا أحد يلتقطها.
أنكتب عندما نغرق في بحر لا قرار له، عندما تسبح أفكارنا في محيط أذهاننا.
━┄ׅ━ׄ┄ׅ━ׄ ੭᧙ ━ׄ┄ׅ━ׄ┄ׅ━
أحيانًا لا أعرف، أشعر وكأنني أقف بعيدًا عن كل شيء، أُحدّق في الأشياء وهي تفوتني، في الأيام وهي تمّر، وكل ما أحب وهو ينزلق من قلبي، وهذه الحياة التي يتباطئ احساسها بداخلي، دون أن يكون بوسعي منع حدوث أيًا من كل هذا، وكأنني عابر في مشهد غير مرئي، أو كزهرة تتساقط أوراقها في رياح الخريف دون أن تستطيع التشبث بجذورها.
أشعر وكأنني سفينة تائهة في بحر هادئ بلا أمواج، أو كساعة رملية تسقط حبيباتها دون توقف، رغم محاولاتها الفاشلة في إيقاف الزمن.
أحيانًا، أشعر وكأنني طائر في قفص، ينظر إلى السماء من بين قضبانه دون أن يتمكن من التحليق، أو كظل شجرة يطول ويقصر تبعًا لمزاج الشمس، دون أي تحكم في مصيره.
أشعر وكأنني ورقة في مجرى نهر، تتحرك مع التيار دون وجهة، أو كلوحة لم تكتمل ألوانها بعد، تنتظر فرشاة الرسام الذي لن يأتي.
━┄ׅ━ׄ┄ׅ━ׄ ੭᧙ ━ׄ┄ׅ━ׄ┄ׅ━ 🍂━┄ׅ━ׄ┄ׅ━ׄ ੭᧙ ━ׄ┄ׅ━ׄ┄ׅ━
مُتعب، كأرض قاحلة تتوق لمطر السماء.
يداكِ غائبتان، كالشمس في ليلة حالكة.
الأصوات تداعبني همسًا، كنسيم خفيف يحرك أوراق الخريف الجافة.
صوتي وهن، كوردة ذابلة في صحراء نائية.
الطريق الذي سلكته كان جحيمًا، كمسيرة عبر نيران ملتهبة.
والحياة كما أعرفها باتت عدمًا، كظل يختفي عند بزوغ الفجر.
أشعر أنني أبتلع الغصة وكأنها جبل.
تعصف بي الأمواج وتغمرني الضيقات.
كل مرة تزداد ثقلًا كالصخرة الثقيلة في صدري.
أحيانًا، أشعر كمن يحمل عبء العالم على كتفيه، ولا يجد مفرًا إلا في نبضات قلبه التي تعلو كأنها نغمة وحيدة في سمفونية صاخبة.
أشعر وكأنني نسيان في كتاب تاريخ لا يقرأه أحد، أو كقطعة من اللغز المفقودة في صورة غير واضحة، تحاول أن تجد مكانها بين القطع الأخرى.
أشعر وكأنني ضوء مُحترق يحاول التلألأ في ليل داجِن.
أشعر وكأنني ورقة عاجزة تطير في عاصفة، تجرفها الرياح بلا رحمة، ولا تجد سوى الظلام المطلق حولها.
أشعر بالضياع كالرحالة في صحراء لا نهاية لها.
وكأنني مرآة مكسورة، تعكس صورة مشوهة للواقع.
ظننته أمان، كالمرفأ الآمن في بحر الحياة، لكنه كان خوفًا لا ينتهي، كان كالموج الذي يهدد بابتلاع السفينة الضائعة في عتمة حالكة، تلاطم بقوة وجرف كل شيء في طريقه،حينها تتلاشى الأمانات كالرمال الناعمة تحت أقدام المتيم في الصحراء.
⸼
ُ꣑୧ ׅ 𝆬⸼ ُ꣑୧ ׅ 𝆬⸼ ُ꣑୧ ׅ 𝆬⸼ ُ꣑୧ ׅ 𝆬⸼ ُ꣑୧ ׅ 𝆬⸼
كم كنت محرومًا ليُشْبِعُكَ الفُتات..؟!
كم كنت ظامئًا ليُرْوِيَكَ الغيث..؟!
كم كنت ضائعًا لتهديكَ خريطة..؟!
كم كنت مريضًا ليُبرئَكَ الدواء..؟!
كم كنت مُشتاقًا ليُرضيَكَ اللقاء..؟!
كم كنت مُنهَكًا ليُريحَكَ السكون..؟!
كم كنت خائفًا ليُطمئنَكَ الأمان..؟!
كم كنت مظلومًا ليُنصفَكَ العدل..؟!
كم كنت حزينًا لتُسعدَكَ البَسَمات..؟!
كم كنت غريبًا ليُؤنسَكَ الرفاق..؟!
كم كنت تائهًا ليُرشِدَكَ الطريق..؟!
كم كنت مستوحشًا ليملأَكَ الحب..؟!
كم كنت غارقًا ليُنقذَكَ الشط..؟!
كم كنت مكروهًا ليُحبَّكَ القلب..؟!
─ׁ─ִ᳒─ׁ᤻─ִ─ׁ᤻─ִ᳒─ׁ᤻─ִ─ׁ᤻─ִ᳒─ׁ᤻─ִ᳒─ׁ᤻─
كيف يتم إقناع الغصن المُكسور أن الريح قد أعتذر..؟!
كيف يتم إقناع السماء الغائمة أن الشمس تنتظرها لتشرق..؟!
كيف يتم إقناع البحر المضطرب أن الرياح الهادئة تحمل في طياتها السكينة والسلام..؟!
كيف يتم إقناع الزهرة الذابلة بأن الشمس لا تزال تعانقها؟
كيف يتم إقناع الحلم الضائع بأن الأمل لا يزال متاحاً؟
كيف يتم إقناع القلب المكسور بأن الحب لا يزال حوله؟
كيف يمكن للروح المكسورة أن تسمع صوت الهمسات الخافتة للأمل وهي تغرق في بحر اليأس؟
كيف يمكن للعقل المضطرب أن يستوعب جمال الحياة وهو يتأوه في ألم الوجود؟
كيف يمكن للقلب المحطم أن يشعر بدفء الحب وهو يعاني في جليد الفراغ؟
كيف يمكن للروح الجريحة أن تستسلم للشفاء وهي تحتضر في غياهب الألم؟
كيف يمكن للقلب المنهك أن يبحث عن السلام وهو محاصر بجدار من الحزن؟
كيف يمكن للعقل المضطرب أن يجد الطريق إلى النور وهو يعاني في ظلام اليأس؟
︵ ๋ ︵ ٫ ︵ ๋ ︵ ᠙ꪫ ︵ ๋ ︵ ٫ ︵ ๋ ︵
أنت تقرأ
ظِلٌ عابِر
Random𓍯𓂃𓏧♡ لمّا تَغشّاكَ تُرْبُ القبرِ مُنطويًا وأُغلِقَ البابُ من دوني ومنك يدي رأيتُ روحي تَسيرُ دونَ صاحبها كأنني غُصنُ وردٍ قُطِّعَ الجَذَدِ ويا لقلبي، أما زالَتْ به نبضَةٌ؟ وفي ثراكَ تهاوى كلُّ ما اعتمدي كُنتَ السّنادَ، فإنْ غِبتَ السّما انهدَمت ف...
