"بين الغفلة والخيانة يوجد خط رفيع ...
فإذا إستقام الخط نجت الروح من الوقوع في الخطيئة، و إن مال قليلا ... تشتت منطق العقل و غرق القلب في قعر السواد ... والموت هو النتيجة "في بلدة صغيرة بعيدة عن المدن وصخبها ، المتميزة بجمالها وهدوئها ، وبساطة سكانها..
وبالضبط داخل مزرعة واسعة حيث المناظر الطبيعية الخلابة التي تظهر مدى إهتمام أصحابها بها نظرا لمكانتها بالنسبة إليهم ...
كان يركض في الساحة على منحى دائري ممتطيا جواده في هذا الوقت المبكر من صباح يوم خريفي ، حيث انتهى من فرز البساتين والإطمئنان على سير العمل بشكل مثالي ليتوجه للإسطبل ويزين الحصان بالسرج واللجام سارحا به وسط المروج الخضراء الممتدة من حوله ...وبعد دقائق قفز من على الحصان وأعطاه للرجل الذي يكلفه عادة بالإهتمام بالإسطبل ثم تقدم إلى الساحة التي أعدت خصيصا للتدريب على التصويب ورمي السهام ، حمل البندقية ووقف في نقطة معينة حاملا إياها بين يديه المتينتين ثم رفعها للأعلى معطيا إشارة للشخص الذي يبعد عليه بمسافة طويلة كي يبدأ بإطلاق الكرات المطاطية في الهواء ...
وبينما تنطلق الكرات بسرعة فائقة بإتجاه السماء قام الأخير بتصويب الرصاص عليها واحدة تلوَ الأخرى بمهارة وتركيز شديدين حتى انتهى منها دون أن يخطئ هدفا واحدا !- طول عمرك شاطر في التصويب وبتجيب الهدف بتاعك من أول مرة يا آدم بيه.
صدر صوت من خلفه فتهكم آدم وهو يعطي الإشارة لإطلاق الكرات في الهواء مجددا :
- لسه بدري يافاروق.تنحنح الآخر واقترب منه مبررا سبب تأخره :
- اخويا محمد كان تعبان النهارده الصبح ومقدرش يروح يوصل اخت حضرتك للكلية بتاعتها علشان كده انا وصلتها بداله.
- ماله اخوك مجبتلوش طبيب يشوفه ليه.
- لا مفيش داعي هو اخد شوية برد و الحجة بتاخد بالها منه دلوقتي هيبقى كويس من هنا لبكره.صمت فاروق قليلا يفكر في شيء ما قبل أن يستجمع شجاعته ويسأله :
- سمعت ان العمدة طلبكم امبارح انت و ابن عيلة الشرقاوي خير كان عايز ايه منكو؟تجهم وجه آدم عند ذكر سيرة ذلك البغيض لكنه لم يظهر ذلك وهو يجيبه بهدوء شابه ملامحه التي لا تظهر مايفكر به عادة :
- كان عايز يعمل جلسة صلح مابيننا لان مشاكلنا كترت والأهالي بدأوا يشتكوا وانا فهمته ان عيلتنا ملهاش دعوة ومش عايزين نحتك بيهم أساسا بس التاني هو اللي بيعمل المشاكل وانا طبيعي أرد عليه لما ألاقيه بيتعرضلي، وبعدها اخد العمدة وعد شرف مننا عشان نهدا ومنعملش مشاكل بس انا مش واثق فيه
- ليه ؟
- لانه عديم شرف علشان كده مش هيلتزم بوعد الشرف بتاعه.أجابه ببساطة فهمهم فاروق بإقتناع مفكرا بأن تصالحهما سيكون أفضل شيء يحل على العائلتين وعلى أهل البلدة فعلا ولكن مثلما قال آدم لا يمكن الوثوق بذلك المتحذلق الذي يسعى لخلق المشاكل دائما.
في نفس الدقيقة رن الهاتف فأجاب على الإتصال لينكمش وجهه بعد سماع كلام الطرف الآخر ثم أغلق الخط ونظر إلى آدم الذي سأله بإحتراز بينما يطلق الرصاص :
- في ايه.
أنت تقرأ
لـعـنـة الـخـطـيـئـة
Actionيقاس العشق بمدى الوفاء يقاس الفراق بمدى الألم ويقاس الغدر بمدى خيبة الأمل إذا ماذا لو إجتمعت هذه العوامل في قصة حب واحدة، وماذا لو كان رمادها ناتجا عن طعنة سكين سببت حريقا من نوع آخر ! هل سنسميها غلطة ؟ أم خطيئة لا يمكن التخلص من لعنتها ؟ رواية...