( منذ مايقارب عشر أشهر ...
بعد تسليم الشحنة الأخيرة لهذا اليوم خرجت من بساتين الصاوي وامتطت فرسها راكضة به نحو بستان عائلتها وحين وصلت دخلت للمستودع الذي كان صفوان جالسا فيه يدخن سجائره وقالت بعملية :
- احنا خلصنا تسليم النهارده عربيات النقل جت وخدت صناديق الفواكه بتاعتنا ورجعت نقلت صناديقهم.أصدر همهمة بسيطة مطالعا السيجارة وقد قاربت على الإنتهاء حتى ألقاها أرضا وداس عليها ثم نهض واقترب من نيجار بملامح مكفهرة جعلتها تسأله بإمتقاع :
- مالك في ايه.- عايز اتكلم معاكي بخصوص الشغل في بساتين الصاوي.
تنهدت بملل وردت مقتضبة :
- نتكلم فـ ايه هترجع تقولي انه مكنش ينفع انا اخد الشغل والمفروض راجل يشتغل بدالي ؟ مفيش داعي لأسطوانة كل يوم كده كده بكره آخر شحنة ومش هيرجعو يشوفوني ولا أنا أشوفهم.ابتسم صفوان بريبة وحاوط كتفاها ليقول بروية :
- متقلقيش أنا مش هقولك الكلام ده خالص على العكس زعلت لان مدة شراكتنا مع عيلة الصاوي هتخلص بكره ده انا نفسي تفضلي كام يوم كمان.قطبت نيجار حاجباها وتأملته مفكرة في أنه ربما يكون مخمورا فتأففت مبرطمة بنزق :
- انت شكلك فايق النهارده بس أنا مليش مزاج لحكاويك هخلص اللي فـ ايدي وامشي.لكن الآخر منعها من التحرك إنشا وأعادها لتقف أمامه وقال :
- انتي عارفة ايه اللي عملته عيلة الصاوي فينا وازاي سرقو مننا حق الزعامة والعمودية مش كده ... وعارفة ان ابن سلطان مترشح لمنصب العمدة وهو أكبر منافس ليا مش كده.- أيوة عارفة.
- وحكيتلك انه هيعمل صفقة مع العمدة والتجار وخد مسؤولية كبيرة عليها ولو اتحملها ونجح في المهمة ساعتها احنا هنرجع لنقطة الصفر وتضيع فرصتنا صح.
- اه قولتلي عليها مش ديه اللي بتخص سبايك الدهب ؟
سألته مستفهمة بعدما لفت إنتباهها حول الصفقة التي أثارت جنونه منذ أيام حين علم بها وطفق يصرخ بعصبية لأن العمدة اختار آدم بدل أن يختاره هو فأجابها صفوان بلهجة صريحة :
- أيوة هي الصفقة ديه كبيرة وبتكلف ملايين وزي ما قولتلك احنا هنخسر كتير لو آدم نجح فيها علشان كده أنا مخطط ابوظها واحطه في موقف صعب ومشاكل ملهاش نهاية ... عايز اسرقهم.شهقت نيجار وجحظت عيناها بدهشة مرددة جملته بخفوت لتستوعبها قبل أن تعود وتقول :
- تسرق ايه انت عايز تودي نفسك في داهية فاكر القصة لعب عيال يعني ! بلاش هبل واقصر الشر انت مش قدها.تغيرت تقاسيمه للغضب بعدما قللت منه وتشدق معترضا :
- لا أنا قدها وقادر اعمل كده وانا مش لوحدي أصلا في واحد اتعرفت عليه من فترة وعرض عليا المساعدة ونتقاسم الربح.- مين ده اوعى يكون بيضحك عليك.
- لا ده سمسار معروف وليه علاقات كبيرة في مجال التجارة وبيعرف تفاصيل الصفقات ولو قدرنا نسرق الدهب هنبقى كأننا طولنا السما بس لازم اعرف هيحطوهم فين الأول وانتي هتساعديني.
أنت تقرأ
لـعـنـة الـخـطـيـئـة
Actionيقاس العشق بمدى الوفاء يقاس الفراق بمدى الألم ويقاس الغدر بمدى خيبة الأمل إذا ماذا لو إجتمعت هذه العوامل في قصة حب واحدة، وماذا لو كان رمادها ناتجا عن طعنة سكين سببت حريقا من نوع آخر ! هل سنسميها غلطة ؟ أم خطيئة لا يمكن التخلص من لعنتها ؟ رواية...