صباحا...
تململت في الفراش وفتحت عيناها مطالعة ما حولها ووجدت الغرفة فارغة تنهدت متذكرة كيف احتضنته فجر اليوم وطلبت منه ألا يتركها فأزاحها عنه مبرطما بكلمات جامدة مفادها أنها بخير الآن ثم غادر تاركا إياها بمفردها ...رفعت الغطاء من فوقها ووقفت أمام المرآة تطالع نفسها، بوجه شاحب مكدوم وهالات سوداء أسفل عينيها ورأس ملفوف بالشاش وشفة مجروحة من شدة الصفعات التي اخذتها...
تذكرت نيجار ماحدث في الليلة الماضية وارتجفت مستعيدة كل دقيقة عاشتها بعد خطفها، لقد عُنفت وكادت تتعرض للإعتداء قاومت كثيرا كي تنجو وطعنت ذلك الوغد ومع ذلك أوشك على القضاء عليها، مالذي كان سيحدث لها لو لم يصل آدم إليها في الوقت المناسب فلقد أغمي عليها ولم تكن لتستطع الدفاع عن نفسها أكثر وكلما تتذكر ذلك تشعر بقشعريرة تسري في جسدها كله وترغب بسلخ المعتدي حيًّا !أفاقت نيجار من شرودها وانتفضت فجأة حينما فتح الباب ودخل آدم نظرت لإنعكاسه في المرآة وتبين لها جموده فاِستدارت إليه ببطء وصمتت وبالمقابل صمت آدم أيضا وطال سكوته حتى همست هي بنبرة متحشرجة :
- مش هتقول حاجة ؟- أقول ايه أو اتكلم عن ايه بالضبط ... عملتي مصايب ومشاكل كتيرة لدرجة مش عارف أبدأ منين.
صدمها بنبرته الجافة وأربكها وتلجلجت نيجار باِضطراب وقد امتلأت عيناها بدموع تفيض من البارحة فجلست على طرف السرير بعياء وأخفضت رأسها متمتمة :
- أنا مكنش في بالي اضرك بس مقدرتش افضل في البيت ده اكتر من كده مقدرتش استحمل اتهامات جدتك وأختك ونظراتك انت ليا ... وفي لحظة مجنونة استغليت انك مش موجود وخرجت من غير ما حد يحس.سكتت تسترجع تفاصيل الحادثة ووقف آدم يتابعها باِنتباه فتابعت وهي تضم ذراعاها بيديها مرتجفة :
- الراجل ده ظهر فجأة وضربني ع دماغي ولما فوقت لقيت نفسي مربوطة وهو مدخلني لكوخ جوا الغابة وحاول ... حاول يتعدى عليا.أطلق شتيمة شنيعة بصوت خفيض وهو يضم قبضته في الهواء متخيلا مدى شناعة نتائج فعلتها الحمقاء لو لم يلحق عليها أو لو لم تستطع نيجار إهدار الوقت بضرب المعتدي، أساسا هي تأذت بما فيه الكفاية وتأذى هو كذلك ولكن مجرد تفكيره بأن تصرفها كان سيودي بها للهلاك يجعله يود لو يعود ذلك الحقير عديم الشرف وقتله مجددا، ويجعله يريد كسر عظامها وتحطيم وجهها لكي لا تقدم على ما فعلته مرة ثانية !
زفر آدم بسخط وصل معناه لنيجار واستطاعت بطريقة ما توقع منحى تفكيره في هذه اللحظات فواتاها شعور خسيس بالنقص والدونية وقالت منفعلة :
- بس أنا حاولت قد ما اقدر احافظ ع نفسي ولو مكنتش قدرت ... لو هو وصل للي عايزه فـ اتأكد اني كنت هقتله واقتل نفسي بعدها.نطقت آخر جملة بثقة لفتت نظره فوجه بصره عليها لهنيهة وفتح فمه ليقول شيئا معينا لكنه تراجع وسألها حول موضوع آخر مغمغما :
- بخصوص الراجل ده ... من امبارح وانا بفكر ان كان خطفك لأنه مجرد واحد *** شاف ست ماشية لوحدها بليل وحب يستغلها ولا يمكن بيعرفك لسبب تاني.
أنت تقرأ
لـعـنـة الـخـطـيـئـة
Actionيقاس العشق بمدى الوفاء يقاس الفراق بمدى الألم ويقاس الغدر بمدى خيبة الأمل إذا ماذا لو إجتمعت هذه العوامل في قصة حب واحدة، وماذا لو كان رمادها ناتجا عن طعنة سكين سببت حريقا من نوع آخر ! هل سنسميها غلطة ؟ أم خطيئة لا يمكن التخلص من لعنتها ؟ رواية...