الفصل الثاني والعشرون : إبقَ...بجانبي.

359 22 6
                                    


بمجرد رؤيته للغرفة وهي خالية هرع للخزانة يفتحها ورأى أن نيجار أخذت بعضا من أغراضها فقط فركل الباب بغضب وخرج للفناء صارخا :
- ممكن افهم ازاي ده يحصل وانتو كنتو فين انتي كنتي فين يا ستي ازاي نيجار لمت حاجاتها وهربت من غير ما حد ياخد باله !

قابلته حكمت بثباتها الإنفعالي وهي ترى سخطه وعصبيته وردت عليه :
- مش وظيفتي احرسها فكل مكان بتروحله يا حفيدي انا كنت نايمة في اوضتي واختك في اوضتها لحد ما جه الحارس وقالنا انه ملقاش الحصان المربوط برا الواضح ان الست هانم نطت من البلكونة الخلفية وركبت عليه وهربت ... قولتلك ان البت ديه شيطانة وملهاش أمان بس هي مكفاهاش اللي عملته من قبل ودلوقتي جاية تفضحنا وياعالم راحت ع فين.

صمتت تسترجع أنفاسها المهدورة ثم أكسبت نبرتها حدة أكبر وهي تقترب من آدم مردفة :
- ياما حذرتك من تساهلك مع بت الشرقاوي قولتلك اكسرلها ضلوعها وذلها وخليها مترفعش عينيها فيك بس انت عملت ايه اتجاهلتني وقولتلي انا مش هنزل للمستوى ده واضرب واحدة ست ... نفس الست اللي ضحكت عليك وقللت من قيمتك و...

- خلاص كفاية !
هدر آدم يقاطعها قبل أن تبدأ في ترديد نفس العبارات التي حفظها عن ظهر قلب لأنها لم تنفك تذكره بها طوال الأربع أشهر التي مرت على حادثة الطعن، ثم وجه نظره إلى فاروق الذي وصل للتو وسمع الأخبار من الحراس وقال :
- ابعت البهايم اللي تحت دول يروحو يدورو عليها في الشارع اللي ورا وخلي الباقي يحاول يلاقي أثر ليها من الجهة الشرقية وأنا هبقى اتحاسب معاهم ع التقصير ده بعدين.

- ماشي وانت هتروح ع فين دلوقتي.
سأله فاروق وهو يراه يخرج فرد عليه الآخر بإيجاز مقتضب :
- لمحطة القطر جايز هتسافر لازم اوصل لهناك قبل ماهي توصل.

- محطة القطر ؟ طب مش المفروض ندور عليها في بيت الشرقاوي الاول ممكن تكون هربت لعند صفوان وخباها عنده.

توقف آدم عن السير واستدار له مغمغما بغلظة :
- طالما قررت تهرب يبقى اكيد مش هتروح لعيلتها لأنها عارفة اني هلاقيها وارجعها انا بعرف ازاي هي بتفكر ديه قالت اكتر من مرة انها هتسافر للمدينة وغالبا عايزة تنفذ اللي في دماغها.

دلك رأسه بألم واستطرد بنبرة ساخطة :
- بس انا مش متأكد من انها اتواصلت مع صفوان عشان يساعدها تهرب ولا لأ ... لازم الاقيها قبل ما الخبر ينتشر في البلد مش هسمح لحد يقول ان حرمة الصاوي هربت منه.

أنهى كلامه وركب سيارته منطلقا بها في الشوارع المظلمة وهو يشعر بالشياطين تحوم من حوله في هذه اللحظة لا يصدق أنها خططت للفرار دون علمه واستطاعت فعل ذلك من دون انتباه أي أحد في السرايا، ترى منذ متى ونيجار تخطط وكيف امتلكت الشجاعة بل ولماذا الآن بالتحديد هل خافت من تهديده الذي أخبرها فيه بأنه سوف يكشف حقيقتها هي وصفوان أمام الجميع ؟
حسنا يبدو هذا السبب منطقيا اتضح بأنها جبانة للدرجة التي لا تقدر فيها على تحمل نتائج أفعالها لم يكفها ما ارتكبته في السابق ولم يكفي ما فعله ابن عمها بل هاهي نيجار تود فضحه أمام العمدة وسكان القرية أيضا حتى تشوه سمعته وتُفقده مزاياه وتجعله يخسر مكانته كرجل وكخليفة للعمدة في نظر كبار الرجال. 

لـعـنـة الـخـطـيـئـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن