( شهق بضعف وهو يرمش بعينيه قبل أن يفتحهما ويحرك حدقتاه بعشوائية حتى وقعتا على ضوء النهار المنبعث من الخارج، تسارعت خفقاته وحاوى التحرك لكنه لم يستطع سوى إصدار تأوه مكتوم إسترعى إنتباه فاروق الذي نام على المقعد بجواره وحكمت التي كانت واقفة أمام النافذة بوجوم.
فأقبل عليه الإثنان بلهفة حتى يطمئنا عليه ومسحت السيدة حكمت على وجهه بحنان جلي ظهر على نبرتها وهي تهتف بلوعة :
- حمد لله على سلامتك ياحفيدي.
- حمد لله على سلامتك يا آدم بيه.حدجهما بتركيز منعدم بدأ يتدفق رويدا رويظا مع تسلل آخر لقطات عاشها قبل فقدانه الوعي لذاكرته، فنضب اللون من عينيه واحتشدت أنفاسه لهجوم الذكرى المنبثقة من بين حناياه حينما عُرض نفس المشهد أمامه كأنه يعيشه مجددا، مشهد نيجار وهي تلقي نظرات سامة عليها ثم تطعنه !
شهق آدم مندفعا للمس مكان الطعنة يتأكد من أن ماعاشه حقيقي ورغم أنه ضغط على جرحه الحديث لكنه لم يأبه به لأن المحترقين بالنار لا يشعرون بوخزة الشوكة، وناره هو كانت المرأة التي عشقها وجازف بكل شيء لأجلها فغدرت له !!
أسدل جفناه وإحساس الخيانة ينهشه من الداخل ليكلمه فاروق بترقب :
- آدم بيه انت كويس حاسس بأي وجع ؟- نيجار.
همس بإسمها وإنكمشت تقاسيم حكمت بينما فهمه الآخر على نحو مختلف فغمغم بهدوء :
- انت بتسأل نيجار فين ؟ احنا مشوفناهاش غالبا صفوان هو اللي داهم البيت وخدها معاه غصب بس متقلقش...قاطعه بنبرة ميتة :
- نيجار اللي عملت فيا كده ...)**عودة إلى الحاضر.
تراجعت نيجار خطوة للخلف وحاولت التحدث فخرجت كلماتها على هيئة حروف متقطعة :
- أنا ... أنا بحذرك وبقولك أنك هتندم لو بتفكر تؤذيني ... اللي حصل يومها مكنتش عايزاه بس ... متقربش مني.تماهى صوتها مع آخر كلمة عندما وقف آدم أمامها وجذبها من ذراعها لتلتصق به، شحب وجهها وشهقت مجفلة فوضع أصبعه على شفتيها يمنع صدور حرف منها هامسا :
- هشش إهدي.تسربت دموعها كخيوط شفافة فتنهد آدم بغير رضا وشرع يمسحها بحنان مفرط معقبا :
- ليه الدموع ديه بس ياحبيبتي إنتي عارفة إني مبحبش أشوفك بتعيطي.عقدت نيجار حاجباها بتوجس كأنها تطالع مخبولا فارًّا من مستشفى المجانين وإحترزت متوقعة أي ضربة منه لكنه على عكس ماتوقعته جذبها إليها أكثر حتى لم تعد تفصل بين شفتيهما سوى سنتيمترات قليلة وللحظة خُيِّل لها أنه سيقبلها عنوة لكي يكسرها فطفقت تتململ بين ذراعيه بهستيرية توهجت بها ليحكم آدم قيده عليها مبتسما بهوس :
- قولتلك اهدي ومتخفيش ياحبيبتي انا مش هعملك حاجة انتي عارفة غلاوتك عندي ... تعرفي انك وحشتيني اوي.تقلص حاجباها ببلاهة كأنها تطالع مخبولا ولكن الصدمة إكتسحتها بجدارة حين سمعته يتابع مستدركا :
- حتى من كتر شوقي ليكي حطيتلك هدية غالية عليا في اوضتك عشان لما تشوفيها تفتكريني انتي كمان.
أنت تقرأ
لـعـنـة الـخـطـيـئـة
Actionيقاس العشق بمدى الوفاء يقاس الفراق بمدى الألم ويقاس الغدر بمدى خيبة الأمل إذا ماذا لو إجتمعت هذه العوامل في قصة حب واحدة، وماذا لو كان رمادها ناتجا عن طعنة سكين سببت حريقا من نوع آخر ! هل سنسميها غلطة ؟ أم خطيئة لا يمكن التخلص من لعنتها ؟ رواية...