الفصل الرابع والعشرون : اعتراف.

486 27 6
                                    


- انا مش لاقي الهانم الصغيرة يا بيه ... بقالي كام ساعة واقف جمب البوابة ومستنيها تطلع في ميعادها المحدد بس مشوفتهاش ومبتردش على اتصالاتي كمان !!

أحس بلسعة في جسده وهو ينتفض بذهول مبرطما :
- بتقول ايه هي مين ديه اللي مش لاقيها مش المفروض تكونو في البيت دلوقتي.

عاد محمد ينظر لبوابة الجامعة بقلق وأجابه :
- زي ماقولت لحضرتك بقالي كام ساعة واقف هنا ومستنيها قلت يمكن خدت محاضرة زيادة ولا التهت مع صحابها في مكان هنا ولما مظهرتش اتصلت اعرفك.

امتقع وجه آدم بحدة وبدأت قطرات العرق تتشكل على جبينه وهو يستعد لمغادرة البستان بينما يردد :
- انت بتستهبل عليا اختي هتكون روحت ع فين يعني ! روح دور عليها وأنا هجي فورا.

أغلق الخط وطلب رقم شقيقته مرة واثنتان وثلاث لكن النتيجة هي نفسها لا ترد على الإتصالات مهما طال الرنين، اشتد قلق آدم الذي نهش قلبه وبدأ عقله في نسج متخلف الأفكار السيئة قابله فاروق في الطريق وتوجس من هيأته ليشرح له بإيجاز عما حدث وهنا اندهش وتمتم :
- يعني ايه ليلى ضايعة دلوقتي ديه عمرها ما حصلت ممكن تبقى مع واحدة من صحابها ولا رجعت للبيت بدري.

رد عليه مضطربا  :
- معرفش هتصل بعمتي دلوقتي واسألها لو كلمتها النهارده ولا لأ بس خلينا نركب العربية الأول عشان نروح ندور عليها.

***
كانت تمشي بإتزان في الشارع الخالي وتضغط على معطفها مستمدة منه بعض الدفء في هذا الجو البارد ورغم أنها كانت تشعر ببعض التوتر إثر خروجها مبكرا من الجامعة وعدم الرد على المكالمات لكن غضبها وضيقها من شقيقها كان أكبر خاصة بعدما فعله البارحة وكيف صرخ عليها بسبب تلك المرأة التي غيرت حياتهم كليا.
تنهدت ليلى بتزمت ونظرت لهاتفها المضيء بإسم آدم يبدو أنه علم من محمد بشأن اختفائها وهاهو يتصل ليطمئن كادت تجيبه لكنها تراجعت في آخر لحظة مفكرة بأنها تريد بعض الخصوصية والراحة بعيدا عن تعقيدات العائلة ومشاكلهم اليومية تود لو تنسى لبضع دقائق طبيعة معيشتها.
ورغم هذا هي خائفة من آدم إنها تعلم نوع شخصيته جيدا وتدرك بأنه عصبي بقدر هدوئه وسوف يغضب منها كثيرا حينما يجدها إلا أنها آثرت التفكير بهذا الشيء فيما بعد ....

غاصت ليلى في الأفكار وفجأة انتبهت لوجود بعض الشبان واقفين على الرصيف ويطالعونها ملقيين ضحكات فيما بينهم لم تكن مريحة البتة.
توجست وأحست بالخوف يتسلل إلى قلبها الذي علت نبضاته فتوقفت مكانها مفكرة في العودة أدراجها ليتضاعف إحساسها حينما وجدتم يقتربون منها، ازدردت لعابها باِرتجاف وتراجعت خطوة للخلف وهنا توقفت سيارة بجانبها وترجل صاحبها برصانة كان شابا مهندما بملامح جادة وقف أمامها فاِنتفضت ليلى مبرطمة :
- انت مين وعايز ايه.

لم يرد عليها ووضع يده في جيب بنطاله مكتفيا بالنظر لها حتى وصل اولئك الفتيان وتجاوزوها باِرتباك بعدما رأوا الفتاة برفقة رجل تبدو عليه القوة وبالطبع لم يريدوا المخاطرة بمضايقتها، زفرت أنفاسها المرتاحة ثم عادت تنظر لهذا الغريب معيدة سؤالها :
- بقولك انت مين وليه جاي لعندي عايز ايه !

لـعـنـة الـخـطـيـئـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن