الفصل الثالث عشر : نوبة.

345 27 10
                                    


توقفت السيارة أمام باب منزلها فرفعت رأسها من على زجاج النافذة ونظرت له بشرود ممتزج بالحسرة ثم تنهدت وترجلت منها، نظرت للسائق الذي لم يتزحزح من مكانه بتعجب فشرح لها بنبرة جادة :
- البيه طلب مني استناكي هنا ومتحركش من مكاني لحد ما تخلصي.

تأففت نيجار بضيق وغادرت أما هو فاِتصل بشقيقه فاروق وأخبره بأنه فعل المطلوب فقال له الآخر :
- ماشي يا محمد وزي ما نبهتك لو صفوان جه اتصل بيا فورا.

- تمام مع ان المفروض انا مسؤول ع الهانم الصغيرة بس وبجيبها وبوديها ايه اللي يخليني سواق لمرات آدم بيه.
برطم محمد وهو يزفر شاكيا ليردعه فاروق :
- ديه أوامر آدم بيه مينفعش تعترض وبعدين هو احتاجك في الموضوع ده لمرة واحدة بس ومش هتتكرر ... يلا سلام دلوقتي. 

*** بمجرد فتحها الباب ودخولها للبهو الواسع رفعت رأسها ممررة عينيها على كل ركن في السرايا لتنتبه لها سلمى التي كانت على الدرج فشهقت بذهول وهرعت راكضة إليها بينما تنادي ببهجة :
- ماما تعالي شوفي نيجار جت لعندنا.

عانقتها بقوة مرددة كلمات الشوق وبادلتها نيجار بهدوء ثم أزاحتها عنها مبتسمة فأمسكت سلمى يديها بعدم تصديق مرددة :
- انا مش مصدقة انك جيتي وأخيرا احنا حاولنا كتير نتواصل معاكي بس مقدرناش ... قوليلي انتي عامله ايه ازاي سمحلك آدم تجيلنا احنا كنا خايفين عليكي اوي.

جاءت جميلة وابتسمت ببهجة محتضنة إياها :
- حبيبتي وحشتيني ووحشتينا كلنا الحمد لله انك بخير قلقتينا عليكي اوي يابنتي.

ابتعدت عنها متفحصة إياها وتحولت ملامحها للتوجس عند رؤية لاصق طبي صغير على جبينها فشهقت بريبة :
- ايه اللي حصلك مين عمل فيكي كده ... اوعى يكونو ضاربينك !

طالعتها هذه الأخيرة هاتفة ببرود أذهلها :
- وحضرتك كنتي متخيلة انهم هيرمو عليا الورد مثلا ؟

تدخلت سلمى مشيرة لهما بالجلوس والحديث فتنهدت نيجار وتحركت معهما حتى جلست على إحدى المقاعد وقابلتها زوجة عمها باِستفهام :
- احكيلي عامله ايه وعايشة معاهم ازاي بيعملو فيكي ايه احنا كنا خايفين عليكي واتصلنا بيكي اكتر من مرة ولما مقدرناش نوصلك فهمنا انهم خدو تلفونك منك.

- لا مخدوهش آدم اللي كسره بس انتو اول ما معرفتوش تتواصلو معةيا استسلمتو ومرجعتوش سألتو عني صح ؟
ألقت عليها سؤالها بجمود لتجيب عليها جميلة بغرابة :
- طبعا سألنا عليكي وسلمى حبت تجيلك بس حكمت منعت حد مننا يدخل لبيتها ولما صفوان كلم آدم عشانك قاله انك بقيتي مراته والأفضل ننساكي.

همهمت بعدم اكتراث وصمتت لتنظر لموضع جرحها قليلا ثم همست متوجسة :
- جوزك اللي ضربك كده صح ؟

تحسسته نيجار متذكرة مافعلته معها السيدة حكمت البارحة وردت بتجاهل :
- لأ مش هو ... انا طالعة لأوضتي شويا.

لـعـنـة الـخـطـيـئـة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن