- فاتنَة -

195 9 15
                                    

- أناثِيا:

أخَذت نظرَة برِيئة علَى جدوَل كَارسون قَبل أَن يغَادر منذُ يَومين وتأَكدت من أنّ لدَيه سبَاق اليَوم، ربّما سأكون مِن بين الجمهورِ وأرَاه كَيف يتسَابق ولأيِ دَرجة هوَ محترِف

إذًا بدَلا من النظَارات المزعِجة اِرتديت عدَسات لاصقَة وبدَل الألوَان المتوَهجة فضّلت لِبس فستَان أسوَد بقصّة جمِيلة وفرَدت شعرِي

لَم أعتَد الظهورَ بهذَا المنَظر الجرِيئ...

أنا محرَجة، لكِني سأفعَلها.

اِستخدمت تقنيّة لمُستحضرَات التّجميل هيَ رائِجة بينَ الفتيَات في الوَقت الحالِي، المكيَاج الثقِيل طبعًا وكلمسَة أخِيرة عِطر Chanel: N°19

أرِيد البُكاء اِستخدمت كلّ أشيَائي الغاليَة!

جيّد أن أمِي في زيَارة عِند خَالتي ولَن تأتِي اليَوم

غَربت الشّمس وهذَا يعنِي وقتَ بدءِ الاِستعداد للسِباق، المَقاعد ستَكون فارغة نسبيّا عليّ أن أسرِع

أوقَفت سيَارة أجرَة ودَفعت عِندما وَصلت ومِن ثم أخَذت مَقعدا في الصّف الثَاني واِدعيت أنِي أقرَأ مجلّة لإستِل ليفيبور، عَارضتي المُفضَلة رَغم أنّها ما زالَت جدِيدة

ألقَيت نظرَة على التّجهيزات، بدَأت أشعُر بالحمَاس لم أفعَل شيئًا غير قانُوني في حيَاتي...
مرّت نِصف سَاعة فاِكتسح الظَلام الأرجَاء وأضَاءت أعمِدة الإنَارة العَتمة، وَصل كلّ المتَسابقين وتَجمهرت الحشُود حَولي

جيّد أني حَضرت في البدَاية.

هنَاك سيّارة من نَوع بورش 911 توربو أمَامي، أرِيد ركوبَها ورؤيَة لأيّ مدَى ستَكون سرِيعة، كَيف يُمكِنني الاِدعاء أنِي متسَابقة؟

تقدّم المتَسابقون من سيَاراتهم ويا للصُدفة، البُورش هي سيَارة كَارسون الّذِي كَان بمَظهر جيّد اليَوم، شَعره مثبَت بالجِل من كلنَا الجِهتين وقمِيصه أبيَض مغطّى بمِعطف رمَادي من القمَاش، ضَرب على السيَارة بخفّة وتأمَلها كأنَها عرُوسه ثم اِلتفت يضحَك مَع فتى أشقَر

سمِعت اِثنين من الورَاء ألقيَا نكتَة مضحِكة فضحِكت أنا أيضًا وربّما ضحكَتي كَانت عاليَة قلِيلا، هو اِلتفت ينظُر إلَي فاِلتقت عيُوننا

عيونٌ فضيّة متوَسعة وعيونٌ مصفَرة أدرَكت أنّها في ورطَة، مَع ذلِك اِبتسمت وغمَزت لَه، أكبَر تعذِيب لرَجل يا عزِيزتي الأنثَى هو اِمرأة فاتِنة لَا يمكِنه لمسُها

ركِب سيّارته ثمَ أطلِقت صافرَات الاِنطلاق ومَعهم دخان ملوَن، وردِي وأخضَر، الجَو منعِش هذِه اللَيلة

صرَاخ الجمَاهير وحمَاسة المتنَافسين حتَّى أني لاحظتُ أنَاسا رافِعين لَافتات بأسمَاء المتسَابقين، شَاشات العَرض الكَبيرة؟ لَم أرَ مثلَها في حَياتي من أينَ أتُوا بهَا!

قلبِي ينبضُ بسرعَة، اِنتهت اللّفة الأولَى وحَان وقت اللّفة الثَانية وهنَا حان دورِي، غادَرت المكَان بصعوبَة واِتجَهت بكلّ أنَاقتي إلَى...

مَخفر الشُرطَة.

بين ذِراعيه | Between his arms حيث تعيش القصص. اكتشف الآن