- الّتي تمنيتُها -

124 8 4
                                    

– كَارسون:

مرّ شهر على تلك الجنَازة، لم أكلّم أبي ولا حتّى إخوَاني من وقتِها، كلّ يومٍ أسترجِع ذاك المشهَد وأنهار من جدِيد، هذه كانت صدمَة من نوع آخر بالنّسبة لي

كيف حدَث هذا أنا لا أفهَم؟
اِقترب موعد زفافِي أنا وهي، عليّ أن أجِد كيف أخرُج من حالتِي هذه، سأخرُج مع الشبّاب اليوم مضى وقتٌ منذ آخر مرة اِجتمعنا

مونلِيز، لوكَاس، برنَابا، وربّما ألكسندَر...

______

"لوكَاس عزيزي، مرّ دهر منذ آخِر مرّة رأيتُك"
اِحتضنته ثم هرعت بأفعل نفس الشيء مع برنَابا
"كيف حال مطعم الشّاورما الخاص بك؟"
"ينتظِرك لتأتِي وتأكل"

ضحِكت وحادثته "أنا قادِم، جهز على الأقل خمسِين لفّة"

"لك وحدَك؟"

"كلّا ليوم زفَافي"

وقفوا جمِيعا ينظرُون إلي، لم أخبِرهم بعد أنّي مخطوب هذا طبِيعي، ضحِكت بخفّة وأنا أطبطِب على رأس مونلِيز القصير، جيّد أن ألكسندَر لم يأتِ
"لنجِد أين نجلِس وسأخبِركم بالأمر"

"من الأحسن أن تفعَل"

كان هناك مقهى بالقربِ جلسنَا في طاولَة منه وأخذوا ينظرُون إليّ من جديد، لوكَاس الوحيد هنا الّذِي يعلم بحبّي لأناثيا لكِن بعدما رأيت أمي ذاك اليَوم لم ألتق بِه لأخبرَه عن خطبتي

"لوكَاس يعلم بالفِعل من هي، إنّها اِبنة عمّتي"
اِستغرب مونلِيز قائلا "منذُ متى؟"

"أوه... منذُ ولِدت، حرفياً"
عقفَ مونلِيز حاجبَيه مستغربًا مرّة أخرى، يا صدِيقي إن عرِفت ما حدث ستستغرِب أكثر أنا واثِق، ضحِكت ثم أكمَلت كلامي

"تقريباً لاحقتُها منذُ صغري ثم وأخِيرا، بعد ثلاث وعشرِين سنة، تقدّمت لها وزفافُنا قرِيب جدًا، سيَكون في الأول من أُوت"


"تبدُو سعيدًا"
"بالتّأكيد برنَابا، إنّها المرأَة الّتِي تمنيتُها"

بين ذِراعيه | Between his arms حيث تعيش القصص. اكتشف الآن