مضَى وقتٌ منذُ آخر مرّة كتبت على مذكراتي، الأسبوعين الماضيين، اِكتشفت كم أني شخصٌ متناقض، شخصٌ يرِيد الاِبتعاد لكن لا يريد اِنخماد الاهتمَام، لا أعلَم لمَ، لست على مقدِرة لاِستكشاف نفسي.
أشعُر بالغِيرة من أبسطِ الأشيَاء، من تقبِيله لأمِي، وجُود صدِيقته تلك قُربه، الاِهتمام الّذِي يُسلّط عليه، تفادِيه النّظر إلي، أليس هذا ما كُنت أرغب به؟ إذا ما بي؟.
أغلَقت الدّفتر كعادَتها وأخذَت تحدّق بِه، لا مجال للفرَار الآن، لقد وقعَت فيمَ كانت تخشاه، أصبَحت الشّخص الّذِي يطلُب الاِهتمام بتلك الطّريقة
"لا أشعُر أنّي طبيعيّة، ما زَال هناك نُقص لم أفهَم من أينَ جَاء، هنَاك بعضُ الحقائِق الّتِي لا يمكِن إنكَارها مهمَا حاولت"
_____
لم يحدُث شَيء مميّز هذه الفَترة، اِستمرّت الأحدَاث بنفسِ الوتيرَة إلى أن...
–كارسُون:
قرَعت باب شقّة فرانسِيس وإيمَا معي، أردتُ اِجتماع الإخوَة هذا لأنّ المبدَأ الأول قد تَم، وحان وقتُ هذان الاِثنان
فتِح الباب فدخلتُ وجلَست على الأريكَة أرِيح ظهري ريثمَا يقعدَان بجانبِي
"كَارسون من الأفضَل أن تتكلّم بسرعَة"
"على رِسلك إيمَا اِستريحي، لدَي ما أودّ فعله وأحتَاج مساعدَة"تمّ النّقاش بينَنا يومَها وأنا الآن تحتَ منزل عمّتي أنتظِر متى سينزِلون، اِقترحت أن نخرُج نحن الأربعَة معًا
"إيمَا، فرَانسيس، أين هيَ أناثيَا؟"ردّت علي إيمَا "قالَت أنّها قادمَة"
لن أنتظِر اليومَ بطولِه سأصعَد وأرَى ما المُشكلَة بسرعَة، صعَدت الدّرج وعندمَا دخلتُ عليهَا وجدتُها تبكِي لسبَب ما"أناثيَا؟، ما بِك؟"
"الملَابس لا تناسبُني"مشَاكل الفتيَات، نظَرت لمَا هي ترتدِيه ولكِن لم أجِد عيبًا، هل أنا أعمَى أم هي جميلَة؟، عمومًا أمسَكت بمعصمهَا وهمست في أذنِها
"لستُ أرَى أمامِي إلّا اِمرأة جمِيلة ناثيَا، هيّا ورائِي لا يمكِننا الاِنتظار اليَوم بطُولِه"
وجهُها احمَر بالكَامل، هل هذَا يستَحق؟، مسَحت دموعَها بخشونَة وترَكتني ثم قَال
"أنا قادِمة، لن أتأخر""نحنُ في اِنتظارك"
بالمنَاسبة نحن متوجِهون لمركَز تجَاري، أظنّني بحاجَة لبعض الأشيَاء، آنا نزَلت وهي ترتدِي معطَفا فوق ملابسِها، قد لا يعنِي هذا شيئًا فالجَو بارِد في نوڤمبَر
مشِينا جمِيعا ونَحن نتبادَل بعض الأحادِيث، اِستمررت في عدمِ النّظر لاِبنة عمّي كي لا ازعِجها وعِوضا عن ذلِك أزعَجت فرَانسيس بأحادِيثي وما كَان منه إلّا الاِستماع
"وصلنَا!"
صاحَت إيمَا ودخَلت تركُض مع أناثيَا، كلّا سنضيّع أثرهمَا الآن!، طفِقت أهروِل وأجرّ فرانس خلفِي ولله الحَمد توقفَتا عند محَل للعطُور النّسائيّة، تنهَدت ثم تذَكرت أنّ لديّ أخ أكبَر"فرَانس، هل علَينا البَحث عن عطُور نَحن أيضًا؟، ما كَان عندِي قد اِنتهى"
"اِبحث بنفسِك"
"أرجُوك!"واِنتهى الأمر بالجمِيع يتسوقُون ثم وقفنَا عند باب محلٍ للغدَاء، إيمَا سحبت فرانسِيس نحو محلّ ملابس رجاليّة دامَ الجمِيع يعلَم أنّ ذوقه سيِئ وأنا اِنتهزت الفرصة... لأن هذِه كانت خطّتي
"أناثيَا ما رأيُك أن ترافقِينني؟"
"أفضِل الوقُوف هنا، شكرًا""أرجُوكِ!"
"إيّاك وان تتجَاوز الرّبع ساعة كَارسون"مشَيت ومشَت ورائِي، توجّهت نحوَ محلٍ لبيعِ الزّهور وطفِقت أتمشَى بين الرّفوف حتّى لمَحت زهرَة النّرجس فأمسَكت بزهرتَين واِلتفت نحوَها
"أناثيَا، لطَالما ذكّرتني الزّهور ذات اللّون الأصفر بِك"
أمسَكت معصمَها لأضَع الزهُور بيدِها ونبسَت بخفوَت
"وأنا لا أرِيد، أن تذبِل زهرتِي غضبًا منّي"تجاوزتُها ودفَعت للبَائع، فعَلت ما أرَدته قبل أن أعُود للسّفر مرّة أخرى، اجّلت جامعتِي هنا أصلًا من أجلِ العودَة إلى هنَاك
خرَجت من المحَل لأعود من حيثُ أتَيت لكنّي شعرُت بيدٍ تتشبث بمِعطفي فاِستدرت لها"هل تَحتاجين شيئًا؟"
"كَارسون، إن كُنت صادِقا فاِجعلني أحبّك"
أنت تقرأ
بين ذِراعيه | Between his arms
Romanceكان مجرّد منحَرف ينظُر إلَى جَسدي بقذَارة، يَا ترَى كَيف؟ كَيف أوقعَني فِي حبِّه؟ ألَيس مِن السيِئ الوقُوع فِي حب الشّخصِ الّذِي لطَالما كرِهته؟ لَا أعرِف مَا الّذِي يحدُث لكِن مَا أعرِفه هُو أنّي أرِيد التّخبط بينَ ذِراعيك وتذَوق حبّك، حتّى لَو كنت...