– أنَاثيا:
مرّت سنة منذُ تخرّجت وقد وجدتُ لنفسي مكانًا في شركَة تخصّ الأزيَاء والموضَة، أشعر وكأنّ السنَوات مرّت بسرعَة خارِقة، أنا الآن عندَ عتبة الباب أنتظِر مجِيئ خالِي بفارِغ الصّبر
الشّوق يلتهِمني.
دقَ الجرَس ولم أتردّد ثانية في فتحِه، توقعت رؤيَة وجه خالي أولًا لكنّه كَارسون، توتّرت من ظهوره المفاجِئ، نظَر إليّ ثم تخطَاني
تغلّفه هالة باردَة، لم أعهَده هكذَا.
"أهلًا خالي نورتَنا، تفضل لا بدّ أنّك متعب"
عانَقته ثم أفسحتُ له المجَال ليدخُل وبسرعَة عدت للمَطبخ أخبر أمِي كي أستلِم عنها الغدَاء والطّاولة، ملامحُه تغيّرت، هذا مخِيف أضعافًا مضاعفَة
أمّي قامت بكامِل العمَل لم يتبقَ سوى الطّاولة الّتِي رتّبتها سريعًا ثم ناديت أمِي حتّى تحضِرهم، كان هو أوَل من لبّى النِداء ما دفعنِي إلى رسم تلكَ الاِبتسامة الهوجَاء
"تـ.تفضّل"
"ليس هنالِك طماطم صحِيح؟"نفيت برأسِي، حرِصت أمي على هذه النقطَة واِعتنت بها، لم أدرِ هل أجلِس معه ريثمَا تأتِي أمِي وأبُوه أم أذهَب لرؤيَتهما
"أناثيَا صغيرتي، صبّي الأكل لنفسِك ولا تنتظرِينا خالكِ بحاجتِي"
سمِعت خطواتهمَا نحو الطّابق العلوي وغالبًا سيصعدون للمستودَع، لا حلّ آخر، قعَدت في الكرسِي المقابِل له، سحَبت البطَاطس المقليّة نحوي وحساء البصَل
كافَحت كي لا تلتقي عيوني بعيونِه، سأبدُو غريبَة إن فتَحت أمرَ مشاعري الآن، بل سأبدُو كالكلَاب عندمَا ترمي نفسها على صاحِبها، من المُفترض أنّي كنت الفرِيسة لا الصيّاد...
الصّمت غريب والجوُ بارد حولَه مع أنّنا في بدَاية الصيف، أرَدت الكلام، لكن عليّ بلع لسانِي...
شعَرت بتوَعك فلم أقدِر على إكمَال أكلِي، أعَدت كل أطبَاقي الخاصّة إلى المطبَخ وهربت من المكَان، سأغيّر ملابسي إلى أخرَى وأنتظر حتَّى نجتمع جميعًا
_______
جلَست بجانب أمِي وسمِعت خالي يثرثِر، بينما على ذاك الكرسِي المنفرِد كان كَارسون يلعب لعبَة الدّودة في هاتفه، هذا منظر غرِيب، بالمنَاسبة قبل قليل حضر فرانسِيس وإيمَا مع خالتِي واِبنتها كَارين لذا المكَان كان مكتظًا نوعا ما
بدون أدنى مقدّمات سألَت خالتِي كَارسون
"ألا يخطّط هذا الشّاب الوسيم للزوَاج؟"اِبتسم لها وأخفَى هاتفه، داعب شعرَه قليلًا ثم لمس أصابِعه "ربّما قريبًا"
نظرت مليّا إلى اليدِ الّتِي لمسها فلمَحت خاتما على أصبع البِنصر.
أنت تقرأ
بين ذِراعيه | Between his arms
Romanceكان مجرّد منحَرف ينظُر إلَى جَسدي بقذَارة، يَا ترَى كَيف؟ كَيف أوقعَني فِي حبِّه؟ ألَيس مِن السيِئ الوقُوع فِي حب الشّخصِ الّذِي لطَالما كرِهته؟ لَا أعرِف مَا الّذِي يحدُث لكِن مَا أعرِفه هُو أنّي أرِيد التّخبط بينَ ذِراعيك وتذَوق حبّك، حتّى لَو كنت...