- يومٌ مميّز -

145 7 8
                                    

ردّت أناثيَا على مَايا وهي تلهَث، وجهُها كان أحمرًا بالكَامل بينما أحدُهم كان يضحَك من الورَاء ويغادر الغرفَة
"أهلًا، مايَا سامحِيني لقد حدَث شيء"

"من الأفضَل أن تحكِي لي كلّ ما حدَث"

_____

مرّ يومين على تِلك الحادِثة، اليوم هو يوم مِيلادِها وقد قرّرت خالَتها مع أمِها تجهيز الحفلَة في بيتِ جدّها، كلّ شيءٍ يسِير على ما يرَام وصاحبَة هذا اليوم اِختارت فستانهَا بعنَاية وتجهَزت بكلّ ما تملك من زينَة

قَاعة الاِستقبال كانت بهيّة بالزّينة والأضوَاء، حضَر الخَال أولًا مع فرَانسيس وإيمَا بالطّبع، فهرعَت الأخيرة إلى الغُرفة العلويّة لترَى اِبنة عمّتها

"يا فتَاة!، وقعت في حبّ طلّتك تعالي إلى حضنِي"
"إيمَا لقد اِشتقت إلَيك!"

تعانقت الفتَاتان وجلستَا تتكلّمان وتثرثرَان عن الكثير من الأشيَاء، السّاعة كانت الخامسَة ونصف والاِحتفال سيبدَأونه على السّاعة السادِسة تمامًا
في هذه الأثنَاء دَخلت كَارين مع أختِها الصّغرى وشارَكت الفتيَات جلستهن

"كبرتِ يا اِبنة الخَالة كيف هذا؟"
اِحتضنتها كَارين وأصدرَا أصوات السّعادة تلك ثم همّت لتقبّل الصّغيرة وتجعلها تنضم إليهِن

"تعلَمن، لم أرَى مَاركوس وخوسِيه منذُ وقت طوِيل"

مَاركوس وخوسِيه إخوَان كَارين
"أنا أختهم ولَم أرَهم منذ دَهر، يبدوَان سعيدَان بزوجَاتهما"

"إيمَا كيف حال روني؟، ذاك الطّفل اللّطيف"
"اِبني ما زال في حضنِي هذا أكِيد، أحضَرته اليوم وهو في حضنِ جدّتي"

نظَرت الثلاثَة إلى بعضهنّ وقرّرن النزُول وبالأخَص أنَاثيا، كانت تتوَقعه رؤيَته مع الّذِين أتوا لكنّه ليس هنا؟

سلّمت على فرانسِيس وعلى خالَاتها وخالِها، لمَحت ماركُوس مع زوجتِه فكلّمته باِبتسامة
"لم أرَك منذ زمن أينَ اِختفيت يا رَجل؟"
"أحضَرت لك هديّة لا تقلقِي"

"هذا أقلّ ما يمكِنك فعله أصلًا"

"أحم..."

متى ظهر كَارسون؟ كَانت واثقة أنّها لم ترَه في البدَاية، اِقتربت منه واِحتضنته بقوَة
"أهلًا بك، تبدُو وسيمًا هل تخطّط لإغرَاء أحَد"

"هذا الأحَد بين ذرَاعي الآن"
حمَلها من خصرِها على كتِفه واِستدار، ضحِكت بصوت عال إثرَ حركَته هذه وهمَست له

"أحِب الرّجال الأقويَاء"
"حتّى أنا أحِب النّساء ذوات الجِسم الجمِيل"

"كَارسون!"
أنزَلها عندما وصل إلى الأرِيكة، ثم جثى على ركبتِه كي يربُط لها كعبَها وقال
"لحدِ الساعة لم أسمَع منك أنّك تحبيني"

صحِيح، هي لم تصارحه مباشرَة إلى حدّ الساعة، عضّت شفتيهَا مُحرجة من هذا الموقِف، وقف بعدمَا أنهَى ما يفعله وغادَر نحوَ جماعَة الرّجال الّذِين كانوا واقفين

كانت الفتَاة الوحيدَة في المنتَصف فاِستغربت من أين ذهب البقيّة حتّى سمِعت أصواتًا متحمِسة قادمَة بطبق الكَعك المكتُوب عليه

"اِحظي بيومٍ مميّز"

وقفَت وقفزت من السّعادة، عندمَا وضعوها اِنتظرت حتَّى تجمع الكل حول الطّاولة وسمِعتهم يغنُون لها

"اِنفخي الشمُوع الآن"
"حاضر جدّي"

نفَخت الشّمعة المكتُوب عليها 23 فصّفق الجمِيع، تقدّمت خالتُها لتقطّع الكَعك وتوزّعه على الجمِيع

أخذَت أنَاثيا كعكتَها وخرَجت إلى الشّرفة كي تستمتِع بها هناك وتطلّ على المدِينة، وضعت الطّبق على الطّاولة عندمَا شعرت بشخصٍ يقترب منها

هي تعلَم هويّته بالفعل لذا لم تستدِر، وضع كفَيه على جانبي السّور الحدِيدي ليحيطَها بشكلٍ كامل ثم قال
"هل يمكِنني سماعها مِنك؟"

تصلّب جسدها في هذه اللّحظة، لم تدرِ كيف ترُد، أضَاف "أناثيَا، أخبرِيني أنّك تحبيني، وسأعطِيك كلّي"

نظَرت إلَيه، اِستجمعت شجاعتَها لتقول "أحبّك"
"أعشقُك"

لم يقاوم اِحتضانها وبغتَة سمِع شخصا يتعجّب
"ما هذا المشهَد الرّومانسي؟"
"كَارين لا تخرّبي الجو"

"حان وقتُ الهدَايا أنَاثيا تعالي"

تملّصت منه ودخلت لتنِزل الدّرج بسرعة، هذه أفضل فقرة ممكِنة في هذا الاِحتفال، قفزَت عندما تبقى لها درجَتين ثم صاحت
"من لديهِ هديّة فليخرِجها"

جلَس كَارسون على الأرِيكة وماركُوس ضحك
"لن تتنَازلي أبدًا"
"هذا أكِيد، أخرِج هديّتك، أين هو خوسِيه لم يهرُب صحِيح؟"

تقدّم الجمِيع واحدًا واحدا لتقدِيم الهدايا رخِيصة كانت أم غاليَة هذا أسعدَها، الأطفَال فقط من لم يقدّموا شيئًا لكنّهم اِحتضنوها وقبّلوها
"أنظرُوا إلى لطَافة هذه الكائِنات، أرِيد أن يكُون لديّ طفل أنا أيضًا!"

"قريبًا"
حملَقت به وباِبتسامة الثقَة الّتِي يرسمُها على وجهِه ثم قَالت "هل أحضَرت شيئًا؟"
"بالتّأكيد"

وقف من مكانِه واِقترب أكثر منها، توَقعت أن الهديّة قد تكون قبلة ولكن...
أخرَج صندُوقا أحمر صغيرًا وأمسك بخصرها، نظَر الجمِيع إليهمَا بصدمَة وعندها صرّح
"أناثيَا، هل تقبلِين بي؟"

توسّعت عيون الجمِيع ومنهم من أطلَق ضحكَات
"بكل تأكِيد!"

بين ذِراعيه | Between his arms حيث تعيش القصص. اكتشف الآن