- اِكتفيت -

146 7 2
                                    

"لا تَبدو في صحّة جيّدة يا اِبن خالي"
تغيّرت هيئتُه العرِيضة وهندَامه النظِيف، بدَت بشرته شاحبَة وعيونُه ذابلَة، ليسَ كمن كَان حيّا ذو ظهورٍ برّاق

"نَعم، ما زِلت مرِيضا لكنّي سررت برؤيَتك"
"بقيَ لك أسبوعَين هنا وقَد تتمدّد صحيح؟، ما رأيُك أن أمدّدها بشَكوى أخرَى؟"

تكمّش وجهُه واِنفعل بسبَب ما قَالته فتكلّم بسرعَة
"نَاثيا هذا يكفِي!، تعرّضت للكثيرِ بالفِعل، أنتِ لا تعلمين ما الّذِي أشهده هنا لو بقيت أسبوعًا أكثَر سأعود حَاملا إلَيكم"

سَاد الصّمت...
جملَة غير متوَقعة في لحظَة غير متوَقعة، لقد شَعرت بالشّفقة علَيه

"هل الأمرُ سيئٌ لهذَا الحد؟"
تسَاءلت، وعيونُه البرِيئة شرحت كلّ شيءٍ فاِنفجرت ضاحكَة عليها أن تسمَع منه مستقبَلا ما يعنِيه هذا

"عموماً، عدتُ لتوِي من إجازة البَحر في إسبَانيا، لا علَيك من بشرتِي المحمرّة، أتَيت مباشرة إلَيك فقط لأرَى أي مدًى وصلت لهُ بسببي"

"منَاعتي ضعيفَة، تسمّمت مرّتين بالفعل، لو تسمَمت مرّة ثالثة قد أموت"

"توَقف عن صنع الدّراما!، من يأبَه إن متّ أم لا"

لا يعلَم هل يتألّم لما قالَته أم يغضَب، صحَته العقليّة في خبر كان منذُ وقتٍ طويل وعقلُه توقف عن اِنتاج المشَاعر بالشَكل الصّحيح

"أظنّ أن وقتَ الزيارة أوشَك على الاِنتهاء، هذِه شطيرَة لم أستطِع إكمَالها، كلهَا إن أرَدت"

إنّها تحوِي طماطِم، وحتّى إن لم تفعَل فستَكون بسم الفئرَان، لن يأتمِنها أبدّا على أي شَيء مستقبلًا

بين ذِراعيه | Between his arms حيث تعيش القصص. اكتشف الآن