اِنتهى السّباق بألكسندَر في المقدّمة وكَارسون في المرتبَة الثالثَة، على ما يبدُو أنّه لم يبذِل جهدًا كافيا ليتخلّص من تلك المرتبَة
هل هو ذَا يخرج من السيّارة ويعانِق كتِف كارَا، كانت هي شرِيكته وقبلها كانت مَع أخِيها، بدَا سعيدًا معها دون أن يأبَه لمركزِه المتدنّي
بينمَا أناثيَا جلَست على مقدّمة السيَارة رُفقة ألكسندَر ويبدُو أنّ أحادِيثهم لم تنتهِ، بدت مفعمَة بالحيويّة وتحادِثه بشغفٍ كما هو يفعَل معها وهذا ما سبّب نشوبَ حريقٍ لم تلاحِظهاِبتلع كَارسون ريقه واِبتعد عن كَارا، اِقترب منها فقَط كي تلاحِظه أناثيَا لكنّها لم تفعل من شدّة اِندماجها مع ذاك الأصهَب
هروَل ناحيَتهم وبخشونَة أمسَك معصمَها وحاول قدر الإمكَان ألّا تكون نبرَته عدَائية لكِن مع الأسَف، حنقُه وسخطُه تجلّى بوضوحٍ في صوتِه
"أناثيَا قلتِ أنّك لن تطِيلي فوق رُبع ساعة، لقد مرّت نصف ساعَة هيّا بنا إلى المنزِل""اِتركني!، ما زَال هناك جولَة أخرَى لا أرِيد العودَة مبكرًا"
اِنزعجت جدًّا من طفوليّته، الجولَة الثانيَة ستكُون لمتسابقِين آخرين وترغب بتجربَة رؤية السبَاق من المدرّجات لكنّه فهم ذلك على أسَاس أنّها تود البقَاء مع ألِكسندر
"وعدتُ أمّك أني سأعِيدك باكرا لا تعاندِي وتعالي"
حاول إمساكَها ثانيَة فصرَخت وتملّصت منه، حملَقت به وهي في أوَج مراحل غضبِها، لقَد اِستفزّها بمَ فيه الكفايَة"إنّها أمي، يمكنني الاِتصال بها وإخبارها أنّي سأتأخر، أنا اِمرأة راشدة وقريباً سأبلغ الواحدة والعشرِين سنة فلا تتدخَل فيمَ لا يعنيك"
رصّ على أسنَانه وعيونُه تتلُو وعيدًا من الغَضب، لم يعرِف كيف يهدَأ، لم يعرِف كيف يطفِئ النّار الّتِي اِشتعلت بدوَاخله، أطلَق زفيرًا وحرّك يده
"كمَا تشائِين"اِبتسم لها، لم تكُن اِبتسامة لطِيفة، هي اِبتسامة شخصٍ يكافِح لكبُح جماحه ولا يتشَاجر مع المدعُو ألِيكس
شغّل سيّارته وعاد بها أدرَاجه إلى منزِله"أرَدت أن تكُون اللَيلة مميّزة، وقد جَعلَتهَا مميّزة بطرِيقة لم أتوقعهَا البتّة"
ركَن السيّارة داخلَ الفنَاء الخَاص ودخَل بيتَه ساخطًا، لمَ قد تتكلّم مع رجلٍ بتلك الحيويّة وتتجاهَل وجودَه تمامًا؟
لم يستوعِب موقفَه حتَّى كسر أول مزهريّة رآها، كَسرها وتناثرت الشظَايا، أمسَك شظيّة أخرَى وحاولت تحطِيها بيدٍ واحدة، حتَّى نزَفت كفّه"أستطِيع أن أشعرُ بالرّاحة، لمجرّد أن أتخيّله مكان هذِه الشظيّة"
أنت تقرأ
بين ذِراعيه | Between his arms
Roman d'amourكان مجرّد منحَرف ينظُر إلَى جَسدي بقذَارة، يَا ترَى كَيف؟ كَيف أوقعَني فِي حبِّه؟ ألَيس مِن السيِئ الوقُوع فِي حب الشّخصِ الّذِي لطَالما كرِهته؟ لَا أعرِف مَا الّذِي يحدُث لكِن مَا أعرِفه هُو أنّي أرِيد التّخبط بينَ ذِراعيك وتذَوق حبّك، حتّى لَو كنت...