- ما بِي؟ -

178 10 4
                                    

– أنَاثيا:

سمِعت أمِي تَتكلم بدرَامية علَى الهَاتف واِستغرَبت ذلِك، حتّى سمِعتها تنَاديني فهمَمت ألبِي النِداء وقَالت
"آه يا بنَيتي، خَالك في مصيبَة"

"ولِمَ؟"
"تَخيّلي أنَ اِبن خالك كَارسون كانَ متَورطا في سبَاقات غيرِ قانونيّة وعلَيه قضيّة تحرُش ومخَالفة قوانِين المرُور وشربُ كميّات غيرِ قانونيّة أثنَاء القيَادة..."

دعونِي أدّعي الجَهل وأنّ هذِه المَعلومة جدِيدة
"حقًا؟، و..."
"حكِم علَيه بالسِجن لستَة أشهُر قابِلة للتَمديد"

أوه، لمَ شَعرت بهذِه الصَدمة؟ قلبِي يؤلِمني، ألَيست هذِه النتِيجة الّتِي كُنت أرِيدها؟، لعلّه مجرّد تعاطُف لحظِي لا أكثَر
"أرجُو أن يتخطّى خالِي، لطَالما كان كَارسون مصدرا للمشَاكل"

"المُشكلة ليسَت هنا، المُشكلة أنّ أخِي كان يوَد السَفر الشَهر القادِم وسَجن اِبنه لَن يدَعه يسافِر بذهنٍ صاف"

توقِيتي كَان سيّئا!
"ألَا يستطِيع دَفع كفَالته؟"
"يَحتاج توفِير أموَال سَفرته هنَاك"

"إذًا علَيه بالصّبر"
لَا أبالِي، أرِيد الخرُوج مع رفِيقتي فقَد اِتصلت بِي قبلَ قلِيل، أخِيرا سأشعرُ بالاِنتصار كلَ يَوم ولَن أقلقَ بسبَبه، حَان وقتُه ليَذوق المُر مِثلما جعلَني أبكِي!


___

وصَلت مَايا للتَو!
اِحتضنتُها وأمسَكت يدَها، هي تغزّلت فينِي حتّى شبِعت وقرّرنا كالعَادة...
الذَهاب للتّسوق، المكَان كَان زحمَة وبالكَاد اِستطعت التّحرك، صَادفني رَجل غرِيب بشعرٍ بنِي خِلته هو فخِفت واِبتعدت عَنه بطَريقة غرِيبة

"أنتِ بخَير يا آنِسة؟"
"نَعم لا علَيك سيّدي"

مَلامح وجهِه، لَقد أخَفته وهوَ لا ذنبَ له، أتسَاءل إن كَان طيفُ ذاك الرّجل سيلَاحقني للأبَد؟
"أنَاثيا ما بِك؟"

"لا عليكِ مَايا، نكمِل؟"

___

في اللَيل أرَدت النَوم كمَا تجرِي العَادة لكِن عَقلي أبَى ذلِك، طفِقت أفكِر بأشيَاء غرِيبة، كَيف يعامِلونه في السِجن؟، هل هوَ بخَير؟


اللَـ**ـة عَليه مَا شأنِي به؟
وَضعت الوسَادة على رأسِي وحَاولت طَرد تلك الأفكَار من رأسِي، أنَا لا شأن لي بِه هو وضِيع ويستَحق!

بسَببه صِرت أشتُم شتَائم لَم أستَخدمها في حيَاتي، أنَا في حَالة خبرِ كَان!

جَلست على السّرير ثم قمتُ أبحَث عن كُراسي لأفرِغ أفكَاري فيه، هذَا الحَل الوَحيد

'بالأَمس، اِشتَكيت عمدًا على اِبن خالي كَي أنتَقم مِنه بسبَب مَا فعلَه بي، حكِم علَيه بالسِجن لستَة أشهُر وخَالي في مصِيبة لأنّه من المفتَرض أن يسَافر الشَهر القادِم
في السُوق رأيتُ شَخصا يشبهه فاِرتعبت مِنه، لَا أعلم لمَ...

والآن أرَدت النَوم لكن تسَاؤلات عنه ترهِقني، أرِيد النّوم، كَارسون تَوقف عن إتعَابي، أنا لَست آسفَة على ما فعَلت، لكِن... أرِيدك أن تَكون بخير'

تَفوهت مِن النّعاس فسَقطت دَمعتي على كلِمة "أرِيدك"، كلّا! الكرَاس تبَلل ستَتبلل أكثَر من صفَحة بَعد ذلِك!

لا علَينا، أغلَقته وخَلدت إلَى النَوم.

بين ذِراعيه | Between his arms حيث تعيش القصص. اكتشف الآن