18-" اختطاف عابث "

79 8 4
                                    

« سامحني يارب إذا صليت لك بذهن شارد ، واقبلت عليك بنصف قلب،
اللهم خذ بيدي وردني إليك ردًا جميلًا »

صلو على من كان يجلس على ركبتيه يواسي طفل مات عصفوره صلوا علي الحبيب المصطفى ﷺ °
_________________________

توقفت السيارة بشرود كما الذي يقبع بالداخل، لوهلة شعر بأنه اوقف السيارة اخيرًا بعد ساعات متواصلة من السير والشرود، احتاجت تلك الغصة بحلقة مبتلعها بمرارة، وترجل بهيئة مبعثرة بعد الشيء.. ازاز قميصة التي فتحت لـنتيجة احتياجه للهواء، خصلاته المبعثرة بفوضة عارمة، غير ملامحه التي لا تعبر بأي شيء هو يحتاجه..

اغمض أعنيه متنهدًا بعد دخوله وجلوسه ايضًا دون أن يعبئ لأحد جالس او حتي يرمي السلام عليهم وهذا ما جعل منهم الصمت والاستغراب ما به ... أرجع رأسه الي الخلف ومازال مغمض الأعين وعقله يسترجع ما حدث منذُ ثلاث او اربع ساعات هو لا يتذكر.

كل ما كان ياخذة منها هو الصمت القاتل له وكأنها لا تريد ان تفعل شيء غير نظراتها التي اعادة باردة ثم دخولها إلى الداخل مع قولها الثقيل البارد او هكذا هو أعتقد

" محتاجين نتكلم شويه يا آدم"

لا يعرف لما شعر بغصة بقلبة من ندائها بأسمه هكذا، وكأنه اعتاد على نبرتها الجميلة وهي تنتطق اسمه، ولكن هذه التي تقبع امامه بعد جلوسها عادت بارده او تتصنع البرود.

تشكلت العقدة بين حاجبيه والنفور لما يحدث ورغم ذلك اتخذ الصمت حليفهُ لحين انتهاء هذا، ابصرته بهدوء.. هدوء ينافي كل ذرة بها بأن تنطق صارخة به، ورغم ذلك اردفت بهدوء معتاد عليها

" ممكن أسألك سؤال شبية ليه بالظبط؟!"

وصمتت ثواني تتحكم وتنتقي كلماتها بعنايه شديدة

" انت عارف غيث عاوز اي من آسيا ؟؟"

لم يعرف هذا سؤال له ام لها ولديها الإجابه عليه، ولكن فضل الصمت دون التطرف لأي شيء حتي يفهم أكثر لما تريد ان تصل له، والاجابه كانت واضحة بين اعينها الساخرة و زوايه شفتيها التي ارتفعت تبتسم بجانبية مردده

" بلاش السؤال ده ... ممكن مثلًا نقول غيث مخبي اي ؟؟ "

ابتلع مياة حلقة بهدوء يبعد اعينه عنها ولكن ارجعها ثانيًا من قهقهاتها التي ضحكت بسخر وسخط ثم تحول كل هذا الي شيء آخر.. شيء كان لا يريد ان يحدث.. وهو غضابها الهاتف به

" شوفت الإجابه كانت عامله ازاي ... بالظبط كدا، كانت السكوت عن أي إجابة، زي ما انت مش عاوز تتكلم عن صاحبك.. انا مش هتكلم علي اختي، ولا ارمي اي حاجه عن موضوعها لانه ببساطة موضوعها هي، وانا مليش اني اتكلم في حاجه مش بتعتي، حاجه مش بتجيب غير الوجع ليها "

وقفت تدير ظهرها له واستدارت الي النافذة تكمل حديثها بنبرة تائهه بين شقيقتها و زوجها.. كم هذا صعب عليها

 " دعها تسير كما هي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن