الفصل2: ليست هناك مصادفات

89 25 53
                                    

مرت أربع أيام منذ وصوله إلى القرية، التأم جرحه نوعا ما، كما أنه قد استعاد عافيته وصار قادرا على التجول بحرية في القرية بعد أن سمحت له الجدة، يقضي يومه عادة في الجلوس أمام النهر المقابل للغابة مُتأملا الطبيعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مرت أربع أيام منذ وصوله إلى القرية، التأم جرحه نوعا ما، كما أنه قد استعاد عافيته وصار قادرا على التجول بحرية في القرية بعد أن سمحت له الجدة، يقضي يومه عادة في الجلوس أمام النهر المقابل للغابة مُتأملا الطبيعة.

يختار لسبب ما البقاء بعيدا عن الآخرين أغلب الوقت، لكن إلورين تقرر دائما البقاء معه بما أنه شخص جديد في قريتها، وبالتأكيد لا يزعجه إلا ثرثرتها المتواصلة، يتعب من الضجيج الذي تسببه بجانبه.

هو لا يكرهها حقا... لا سبب وجيهًا ليكرهها، إنها لطيفة، وأهل القرية كذلك، لكن لا يفهم لمَ هناك إحساس ضئيل داخله يكرههم جميعا خصوصا هي.

عندما يجلس عند ضفة النهر تجلس أيضا معه هناك، صوت خرير المياه مهدئ لأعصابه وانعكاس أشجار الغابة على النهر بديع الجمال، وعلى غير المألوف له من الصغرى، تلتزم الصمت؛ فتلك البطة التي تمر بفراخها الصغيرة صفراء الريش كل يوم تكون لطيفة للغاية، لدرجة لا يمكنها نزع أنظارها عنها، ورغم أنه لا يفهم لمَ يكرهها إلا أن لديه الكثير من التساؤلات حولها.

بالنسبة لأهل القرية، كانت مشاعرهم نحو ذلك الشاب متبادلة، حيث أنهم جميعا يرمقونه بنظرات غريبة ولا يستلطفونه نوعا ما، شيء ما كان يراه أهل القرية فيه لكنهم يسكتون عن البوح به، ورغم أنهم يتعاملون بلطف معه إلا أنهم يبدون كمن يعلم شيئا حوله، وهو شيء قد لاحظه عليهم منذ جاء لكنه لم يهتم

أما بالنسبة لإلورين فقد كانت الشخص الوحيد في القرية إضافة لابن عمها، هما اللذان لا يرمقانه بتلك النظرات، منذ أن قابله ابن عمها بات يتصرف معه بعفوية كما يتعامل معها، لكن ما فاجأها كان أن ذلك الشاب بدا مُنسجمًا معه كأنهما يعرفان بعضهما رغم أنه يُقسم داخله أنه لم يلتقه من قبل، لكنه مُرتاح كثيرا للبقاء معه، فظنت إلورين أنهما ربما يعرفان بعضهما، ورغم أنه هنا منذ فترة إلا أنه متحفظ جدا حيال البوح باسمه أو صنع علاقات مع الجميع.

____

نهاية الأسبوع

انتصف الليل... القمر الآن يجلس وسط أصدقائه النجوم، يجدر بالهدوء أن يكون عنوان تلك الليلة، لكن ليس لأهل القرية

حيث دقت الدفوف، وعزفت المزامير، بينما الجميع تعلوا وجوههم الابتسامات، يصفقون وتعلو أصوات الزغاريد من بينهم، أثناء رقص الرجل الذي يرتدي التنورة والذي لا تفهم إلورين حتى الآن كيف لتلك التنورة أن ترتفع حتى رأسه وتعود إلى مكانها مجددا، لكنه يبقى في النهاية عرضا مسليا

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن