الفصل 33: ...فلا تنسَ من تكون

47 11 7
                                    

ممر طويل، يُفضي في النهاية إلى غرفة متوسطة الحجم، مع كثير من مخازن الملفات الموضوعة هنا وهناك، من السقف هناك بضع مصابيع دائرية الشكل ترسل ضوءًا برتقاليًّا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ممر طويل، يُفضي في النهاية إلى غرفة متوسطة الحجم، مع كثير من مخازن الملفات الموضوعة هنا وهناك، من السقف هناك بضع مصابيع دائرية الشكل ترسل ضوءًا برتقاليًّا.

وقفا أمام تلك الغرفة بينما كلاهما يشعران بمزيج مخيف من المشاعر، إلورين قلقة ومتوترة للغاية، وآرام لم يكن الحظ في صفه إثر مباغتة إحدى تلك النوبات القديمة له.

كانت تبدأ عادة بارتجاف في قدميه، وهذا ما حدث بينما يلج الغرفة، كان متأكدا أنه ليس خائفًا، لكنه تمنى من داخله لو أنه كان كذلك، بدل تلك السيناريوهات التي بدأ عقله يعرضها، كان الشيء الوحيد الذي يرعبه أن تبدأ تلك النوبة الآن.

اتجه نحو العامل المسئول عن الهاتف وسلَّمه البطاقة بينما يقول له أنه أتى من طرف ماجد، ورغم أن ذلك العامل لم يهتم حقا بالطرف الذي أتى منه، إلَّا أنه كان منتبهًا لهيئة الشاب الذي يطلب منه الآن استعمال الهاتف، وما إن شرح آرام له رغبته في الحديث إلى شخص أتى لاجئًا من القطاع الأول حتى بدأ يهتم قليلا، لكنه لم يفعل سوى أن أدخل البطاقة في الهاتف وضغط على بضعة أرقام ثم أعطى الهاتف للشاب.

أصدر الهاتف جرس انتظار لعِب بأعصاب آرام، أراد الانتهاء سريعا وإعطاء الهاتف لإلورين كي يبتعد، وقد كان شاكرًا أن الطرف الآخر قد استجاب وفتح الخط.

«ماذا تريد؟»
صدر صوت مخيف من الطرف الآخر، شيء طبيعي طالما غير مسموح بالتواصل مع اللاجئين هناك، لكن آرام استجمع طاقته للطلب.

«أريد الحديث مع شخص هنا»

تنهد من في الطرف الآخر ثم سأل
«من تريد؟»

«نديم»

«هناك الكثيرون بهذا الاسم، أي واحد تقصد؟! خلصني»
تنبَّه إلى كونه لا يعرف اسم عائلته، فالتفت إلى إلورين بعينين تستنجدان أن تُخرجه من هذه الورطة، كيف نسي أمرًا مهمًّا كهذا.

وضع يده ليحجب السماعة ثم سألها
«ما اسم عائلته؟»

انتبهت له ثم أجابت سريعا
«نديم كامل جلال الدين»

حسنا، هو لم يطلب منها الاسم كاملًا، لكن لا بأس، سيكون ذلك مفيدا، فرد على من في الهاتف
«نديم جلال الدين»

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن