الفصل 38: ابدأ أوَّلًا

27 7 11
                                    

شرفةٌ متوسِّطةُ الحجم، بها أُصُصُ نباتاتٍ لم يهتمَّ أبدًا بنوعها، لأنه لا يعرفُ أبدًا معنى أن يهتمَّ بالأشياء البسيطة الجميلةِ في حياته، فهو بالكادِ يُلاحِظُ شيئً بينما كلُّ تركيزهِ مصبوبٌ على ما أسفَلَ قدمَيه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شرفةٌ متوسِّطةُ الحجم، بها أُصُصُ نباتاتٍ لم يهتمَّ أبدًا بنوعها، لأنه لا يعرفُ أبدًا معنى أن يهتمَّ بالأشياء البسيطة الجميلةِ في حياته، فهو بالكادِ يُلاحِظُ شيئً بينما كلُّ تركيزهِ مصبوبٌ على ما أسفَلَ قدمَيه.

سمِعَ خطواتٍ أقدامٍ هادِئةٍ تقترِبُ منه، ولم يكن مُستَعِدًّا لمُحادثةِ أيِّ أحَدٍ في هذا المنزل، لكنه تراجع قليلًا في قرارِه حين عرف أن الذي يقتَرِبُ هو ياسر.

«توقَّعتُ أن أجِدَكَ هنا بعدَ كلِّّ ما حدث معهم»

لم يأتِهِ ردٌّ مِنه فأكمل كلامه

«هل أستطيعُ البقاء هنا؟ إن لم تُمانِع بالطبع»

ظلَّ الأخير صامِتًا مجددًا، واعتبرَ ياسِر تلك موافَقَةً فابتسم بهدوء بينما يقف بجانب الشاب الذي وررغمَ ازدياد طولِه لكنه ما زال قصيرًا بالنسبة له.

«لن أضغَطَ عليكَ لتتعاملَ بطبيعيةٍ مع شمس، لستُ هنا لِمُعاتَبَتِك»

تفاجأ آرام من تلك الكلمات، توقَّعَ أنه سيحاوِلُ جعلهُ يتصالَحُ بطريقة ما مع ذلك الوغدِ في الداخل، لكنَّهُ لم يفعل، كما يحدُثُ دائمًا، هو لا يجبرُهُ على شيءٍ إطلاقًا.

«إذًا لماذا جِئتَ؟»

ورغم ذلك لم يستطع كبح نبرتِهِ الغاضبة من التسلل داخِلَ حروفِه، لماذا طَلَبُ أن يكون بمفرده صعبٌ إلى هذا الحد؟.

«أريدُ البقاءَ معَك...مرَّ دَهرٌ منذ آخر مرةٍ تحدَّثنا فيها»

توتَّرَ إثرَ تلك الإجابة، في الماضي كان ياسر يتحدث معه كلَّ ليلة تقريبًا قبلَ أن يذهَبَ كلُّ شخصٍ لغرفته، كانا يتحدَّثان في أمورٍ عشوائية سخيفة في بعض الأحيان، لكن آرام وقتها كان يُقَدِّرُ تلك اللحظات، قدَّرَها إلى الحدِّ الذي جعلهُ يتَعمَّدُ التصرُّفَ بأدَبٍ مُبالَغٍ فيهِ مع ياسر كي يتأكد أن الآخير لن يتوقفَ عن الحديث معه، لكن ياللسخرية، كان هو من توقَّفَ عن الحديث مع أيِّ أحد.

«لا شيءَ نتحدث بشأنِه»

بصوتٍ باهِتٍ أجاب بينما ينظر للأسفل، سيُفسِدُ كلامُهُ كلَّ ما يدَّعيهِ من برود.

«الجوُّ جيِّدٌ اليوم، حتى أن السماء واضحة بشكل جيدٍ رغمَ أنوارِ العاصمة»

بدأ الحديث كما لو أنَّه لم يسمع آخِر ما قالهُ آرام، لكن الأخير لم يعترض، كان يريد ألا يتكلَّم فحسب، الآن هو يستمِعُ فقط فلا مشكلة.

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن