الفصل 11: ادِّعاء

48 19 23
                                    

كان طريقًا طويلًا شعرت إلورين أنه يقود إلى مالانهاية، لكنه نوعا ما كان عناقًا ومواساة لها؛ فكل تلك الذكريات التي استرجعتها أشعرتها بأضواء صغيرة دافئة داخل روحها، التي وسرعان ما تبخرت وبات الظلام موجودًا فقط هو وحزنٌ لزج يضخ الكثير من المشاعر السيئ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان طريقًا طويلًا شعرت إلورين أنه يقود إلى مالانهاية، لكنه نوعا ما كان عناقًا ومواساة لها؛ فكل تلك الذكريات التي استرجعتها أشعرتها بأضواء صغيرة دافئة داخل روحها، التي وسرعان ما تبخرت وبات الظلام موجودًا فقط هو وحزنٌ لزج يضخ الكثير من المشاعر السيئة المألوفة لها، جثمت تلك الذكريات على صدرها وجعلت أنفاسها مضطربة والدمع من عينيها قد ينسلُّ في أي لحظة، فهربت بأنظارها من الأرض لتتوقف عن التفكير وقامت بتفحص الطريق حولها

البيوت متلاصقة مع بعضها بشدة، لدرجة قد يخرج أحدهم من نافذة منزله ليدخل منزل جاره دون جهد يذكر، وأمام كل بيت يوجد عمود إنارة ذو لون برتقالي دافئ، والطريق معبدة بالأحجار متشابهة الشكل، كان حيًا هادئًا جدًّا، حتى أن الصوت الوحيد الذي كان يخترق سمعها هو صوت وقع حذائها على الأرض، لكن الغريب في الأمر كان انعدام الأصوات حول الشاب أمامها

لا يمكنها سماع وقع خُطواته أو أصوات أنفاسه، كما لو أنها فعليًّا مع شبح، صدر بعدها صوت قرقرة خفيفة اتضح أنه صادر من معدتها فشعرت ببعض الإحراج، لم تكن تنوي أن تخبره أنها جائعة فدعت ربها ألا يُلقي الشاب بجانبها أي تعليق عن الأمر، لكن لم يبدُ أنه لاحظ الأمر وعمَّ الصمت في الأجواء مجددًا

رأت بعدها لافتة مثبتة على جانب الطريق بها سهم يشير إلى الأمام مكتوب عليها
-فندق أراغون-

لاحظت وقوفه حين رأى اللافتة؛ لذا ربما هو المكان الذي يقصده، وبعد أن اختفت اللافتة خلف ظهرها وجدت شابًّا يقف وحيدًا أمام أحد أعمدة الإنارة، كان شابًّا يافعا في العشرين من عمره، قمحي البشرة ويملك شعرا نحاسيا وعيون زرقاء اللون، وفي تلك اللحظة كان آرام قد توقف فجأة عن المشي بينما يحدق بذلك الشاب، لم تعرف ما الذي يفكر فيه لكن الشاب الآخر كان قد انتبه إلى وجودهما بالقرب منه وذلك جعل إلورين تتعجب

كيف شعر بآرام رغم هدوئه الشديد، لكنه وما إن رآه حتى ابتسم ابتسامة متوترة، ثم ذهب من المكان سريعًا، التفتت إلورين إلى آرام عله يخبرها شيئا عن ذلك الفتى الذي يبدو أن لديه مشكلة معه، وقد كان ما رجَّحته إلورين كثيرًا، خصوصًا وأن آرام التفت نحو ذلك الشاب الذي ذهب وظل يحدق في ذلك الطريق حيث اختفى

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن