انتهى تجهيز السطح سريعا وتم وضع كل شيء مكانه، وقتها كانت إلورين شاكرة أنها لم تعد تجلس بملل في تلك الغرفة دون فعل شيء، هبَّ نسيم بارد على وجهها دفع شعرها للتمايل معه، نظرت إلى حيث تغيب الشمس فوجدت آرام يقف قريبا من سور السطح بينما يتأمل المنظر أمامه
اقتربت منه بينما تدور الأفكار في رأسها كالطاحونة، كل مرة يفصح لها فيها عن معلومة بشأنه تجد أن الغموض يزيد حوله أكثر فأكثر كضباب لا نهاية له
الشمس كانت تلقي آخر إشعاعاتها الدافئة قبل أن يحين برد الليل، وقتها وقفت إلورين تتأمل المنظر أمامها، لم يكن شيئا آسرًا حقا أو يجعل الشخص ينظر بإعجاب، كل تلك المباني تجعل من غروب الشمس رغم جماله شيئا عاديًّا، لهذا خمَّنت أن هناك ما يشغل تفكير آرام غير مشاهدة الغروب
«تعرفين...أحيانا أتساءل كيف قد يبدو موطني، بالطبع إن كان له وجود»
نظرت إليه بدهشة بعد أن كسر هو الصمت على غير العادة
«ألست من هذه المملكة؟»تساءلت ورأته يهز رأسه نافيا، في تلك اللحظة وخلال هذه المحادثة لم يشعر آرام بأيٍّ من مشاعر الكره تجاه إلورين، وذلك جعله أكثر راحة في الحديث
«أتيت إلى هذه المملكة قبل خمس سنوات، وقتها لم أتخيل أن أشعر بأن هناك شيئا مألوفا هنا، لكني منذ وطأت قدماي أرضها أحسست بالأُلفة مع المكان...ومنذ وقتها أبحث عن شيء قد يجلب الذكريات لي»
أوقف الحديث قليلا ثم أكمله، كانت نبرته الهادئة مشوبة ببعض الإرهاق وربما قليل من الخيبة
«لكني توقفت بعد فترة وبدأت أكره تذكر أي شيء»
«لماذا؟»
ليس الأمر منطقيا لها، من الذي يتوقف عن محاولة استرداد ما هو لهلجأ الحَمَام إلى بيوته ينشد الدفء بعد أن دار في مجموعات في أعالي السماء، كلاهما نظر نحو نفس المنظر، لكن كلًّا منهما امتلك أفكاره الخاصة، فبينما تتمنى إلورين لو كان بمقدورها الطيران أيضًا، كان آرام يتساءل كيف قد يصبح حرًّا
تأمل السماء بينما تتمايل خصلاته مع الهواء، وقتها أجاب
«لم تعد النتيجة تستحق ما يُدفع من أجلها، تعبت من تحمُّل الألم الناتج من تذكر الأشياء، وفي النهاية لا أجد شيئا مُهمًّا في تلك الذكريات»
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasi_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...