رامقة إياه بنظرات غاضبة من الخلف حيث كانت إلورين تسير
«لا فائدة»
تمتمت إلورين في نفسها، ثم تنهدت تنهيدة ضجرة‹يا ترى كم عمره؟›
ربما لو يرد عليها حين تسأله لكان الوضع أفضل، لكنه صامت بشكل يُثير استفزازها كونها تكره أن يتم تجاهلها
‹ما بال تلك الضمادات التي تغطي عينه اليسرى حتى؟ ما مشكلتها؟ هل ربما لا يرى بها أم مجروحة بشدة، تمتلئ الكتب والروايات في مكتبة نديم بأشياء كهذه›
كانت خلفه تُسلي نفسها بوضع النظريات أثناء المشي من الممل، تنهدت ثم بدأت تتفحص المكان من حولها
كان الكثير من الناس يمرون بجانبهما بينما يبدو المكان صاخبا للغاية، لم يمر على إنقاذه لها سوى بضع ساعات، وزمهرير الليل البارد يهب في الأرجاء مُذكِّرًا إياها أنها لم تشعر به فقط لأنها كانت تركض
‹ليتني كنت أرتدي فستانا أثقل من هذا›أحاطت نفسها بذراعيها لتدفئة نفسها بعد هبوب الريح الباردة، لسوء حظها كان فستانها خفيفا كون جو الأيام الماضية مُعتدلا على عكس اليوم
‹ذلك الوغد!...لو كان عصا مقشة لكان شعر بالبرد...ألا تتعب قدماه أبدا عديم الإحساس ذاك؟! يا إلهي! قدماي متعبتان حقا...أريد استراحة›
شهقت بعمق ثم زفرت زفيرًا طويلا بغضب بمجرد أن تذكرت أنه لا يتحدث معها، والصمت هو ما تمقته بشدة؛ لذا نظرت نحوه متفحصة إياه من رأسه حتى أخمص قدميه، بدا غیر منتبه لها، كان طويل القامة، ربما ليس كالنخيل لكنها كانت بالكاد بطول ساقيه، ولسبب مجهول عاد ليرتدي قفازاته بنية اللون رغم عدم ارتدائه لها حين أنقذها
اقتربت قليلا لتمشي بمحاذاته فإذا به ابتعد مُحافظًا على مسافة بضع خطوات بينهما، عاد لذلك الخوف من الاقتراب من الآخرين
‹ما مشكلته؟! لم ألتصق حتى به...هل سأقوم بِعَضِّه؟›
غرقت في التفكير في أمره حتى لاحظت أنها لم تعد بجانبه؛ فقد أخذ منعطفا بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، الأمر الذي أزعج إلورين وجعلها تركض باتجاهه بغضب صارخة
«مهلا! لم تخبرني أنك ستنعطف فجأة...إلى أين نحن ذاهبون أساسًا؟ إياك وعدم الرد»
«ابتعدي عني»
«ماذا؟!»
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasía_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...