صعدت الدرَجَ مسرعة، بنشاط جعلها عاجزة عن تصديق كونها كانت مريضة قبل قليل
أدارت مقبض الباب ودخلت غرفتها، بالأمس كان المكان مظلمًا لدرجة لم تستطع رؤية تفاصيل الغرفة جيدا
هناك السرير وطاولة صغيرة بجانبه عليها مصباح صغير ذو ضوء خافت، الجدران لونها فيروزيٌّ فاتح يجلب البهجة والنافذة في مواجهة الباب، كبيرة وتطل على حديقة ملونة بكثير من الأزهار، كان ذلك رائعًا، رغم غرابة وجود الأزهار في الشتاء، لكن لا شيء تحبه أكثر من التواجد قريبا منها وشمِّ عبقها، الغابة قرب القرية كان بها أيضا كثير من الأزهار لذا كانت تحب التواجد هناك
‹ربما هناك سناجب و عصافير هنا أيضا›
كان التواجد خارج القرية يجعلها تشعر بنوع مختلف من الوحدة لكن هذا المظهر جلب قليلا من الأُلفة لقلبها، منزلها، جيرانها، و...اتسعت عيناها حين تذكرت فجأة أين رأت آرام من قبل
‹يا إلهي...كيف نسيت الأمر!›شقت ابتسامة عريضة الطريق إلى شفتيها وأشرقت ملامحها، عليها إخبار آرام بما تذكرته للتو، حتى أنها ألقت بذلك الغطاء الذي كانت ترتديه على السرير بفوضوية، ارتدت حقيبتها البنية المُعلَّقة على شماعة بجوار الباب بسرعة وكادت تخرج، لكن شيئا ما لفت انتباهها، كانت هناك مرآة معلقة على الحائط بجانبها، أخذت نظرة سريعة على مظهرها وقد كانت مندهشة
شعرها البني فوضوي بالكامل وخصلاته مبعثرة في جهات متفرقة، أمسكت بفستانها البني فوجدته مملوءًا ببقع الطين والوحل
‹أبدو كالمتشردين حقا›
كان اليومان الماضيين مزدحمَيْن بالكثير من:
ـ الوقوع أرضًا
ـ الاستلقاء على أشياء قذرة
ـ العمل في المطبخ
ـ الجري والهروب أغلب الوقت
ـ المشي تحت المطرولولا أنها غسلت وجهها هذا الصباح لَبَدت قبيحة جدا، نفضت ما استطاعت من الغبار عن ملابسها لكن وضع الفستان كان كارثيًّا، حتى أن ذراعيها وقدميها إضافة لوجهها كانوا مملوئين بالخدوش وقليل من الكدمات، تنهدت بيأس وتأكدت من سبب جموح خيال الشابَّتين اللتان تحدثتا معها
‹أبدو بالفعل كشخص يتعرض للتعذيب›
توقفت عن محاولة تنظيف الفستان وقررت التركيز على ما هو أهم
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasy_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...