الفصل 22: ما تهرب منه يجدك

39 15 49
                                    

مر يوم كامل منذ أن طردها من غرفته، ومنذ تلك اللحظة بات يتجاهل وجودها ويحاول بكافَّة الطرق تجنُّب الحديث معها، مهما حاولت فتح أي موضوع يتصرف كأنه بمفرده ولا يرد مُطلقا على أسئلتها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مر يوم كامل منذ أن طردها من غرفته، ومنذ تلك اللحظة بات يتجاهل وجودها ويحاول بكافَّة الطرق تجنُّب الحديث معها، مهما حاولت فتح أي موضوع يتصرف كأنه بمفرده ولا يرد مُطلقا على أسئلتها

كل ذلك بدأ حين رأت العائلة إلورين تنزل متَّسعة العينين بينما تحدق في الأرض، وما إن سألوها عمَّا حدث وصعدوا غرفة آرام، حتى وجدوا الباب مفتوحًا بينما كان جسده يفترش الأرض ويداه مُثبتتان على أذنه كأنه يسمع شيئًا ما يستمتع بتعذيبه

كان يهذي بكلام لم يفهمه أحد، عدا كلمة واحدة قالها بينما يصرخ غاضبًا
«أكرهها!»

____

منذ رآه الجميع بتلك الحالة الغريبة التي لم يسبق لهم رؤيتها سابقًا قرر ألَّا يدع الأمر يحدث مجددًا؛ لذا لن يدع نفسه ينجرف معها في حديث يؤدي لنبش تلك البقعة المحظورة من ذكرياته، في الواقع لا داعي أصلا للحديث معها، وهو ما يقوم به بامتياز مع مرتبة الشرف منذ وقتها وحتى اليوم، والذي يصادف أنه خامس أيام المهرجان

تحدثت إلورين مع سراج والآخرين حول هذا الأمر، فاقترحت مُنيرة أن يقوموا بنزهة لمدة ساعتين في شوارع المهرجان، قائلة ببسمة مشرقة

«لن تحدث كارثة إن ترك المدير المكان مدة ساعتين فقط»

وافق الجميع على الفكرة بمن فيهم والدها، رغم كونه كان مترددًا قليلا في فكرة ترك الفندق

الآن بقيت الخطوة الأخيرة، أصعب خطوة في الخطة بأسرها
_إقناع آرام_

_____

بقي سراج أكثر من ساعة يقنعه بالأمر حتى انتصف النهار، بينما كان رد الأخير قاطعًا أن:
«قلتُ لا يا سراج...انتهى هذا النقاش»

«يا رأس الصخرة جرِّب ولو لمرة واحدة التصرف كمراهق طبيعي...منذ متى تكره قضاء الوقت معنا؟»

«منذ أن قررتم الخروج والتسكُّع في الشوارع»

شهق سراج مستهزءا بينما يرد باستنكار
«ياللسخرية!...يقولها الشخص الذي يقضي أغلب وقته هائما في الشوارع...أين تنام حتى حين لا تكون معنا هنا؟»

«لا شأن لك!»
قالها بينما يعقد ذراعيه أمامه مُجيبًا بنبرة باردة، والتي بالمناسبة كانت مقصودة جدًّا هذه المرة ليستفزه

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن