الفصل 23: أين هو؟

30 16 2
                                    

على ذلك السطح حيث باتا يعتادان الجلوس كان آرام يعبث قليلا بعصاه على التراب المتواجد في الأعلى، على وجهه ابتسامة متفائلة رغم أنهما اليوم إن صحَّ التعبير مُعاقبان بسبب شمس، لكن للأمانة لم يكن آرام يشعر بالانزعاج أبدا كونه لن يرى شمس في هذه الحالة حت...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

على ذلك السطح حيث باتا يعتادان الجلوس كان آرام يعبث قليلا بعصاه على التراب المتواجد في الأعلى، على وجهه ابتسامة متفائلة رغم أنهما اليوم إن صحَّ التعبير مُعاقبان بسبب شمس، لكن للأمانة لم يكن آرام يشعر بالانزعاج أبدا كونه لن يرى شمس في هذه الحالة حتى ينتهي هو وسراج من تنظيف السطح

«القليل من المساعدة هنا إن تكرَّمت يا آرام»

سراج، ومع الأسف كان وحده من يقوم بالتنظيف بينما يرى الأصغر يرسم شيئا على الأرض، حاول التحدث وسؤاله عمَّا يرسمه لكن الأصغر لم ينتبه له

في الواقع لقد بدأ يلاحظ أن الأصغر أحيانا يدخل في حالات ينفصل فيها تماما عن الواقع، خصوصا حين قد يكلمه لفترة طويلة في موضوع واحد، أو حين تأخذ المهمة التي يؤديها وقتا طويلا لإتمامها

اقترب منه كي يعرف ما يرسمه وتفاجأ بكل تلك الدوائر العشوائية فظيعة الشكل، لا يكفي أنها غير متناسقة الشكل أساسا بل ومريعة أيضًا

لكن الشيء الذي صبَّ تركيزه عليه كان كمية التراب المتواجدة أمامه، تلك الكومة التي تعب في كنسها وتجميعها من هذا السطح القذر يقوم الأصغر الآن بالرسم عليها بعصاه

استشاط غيظًا ولم يتمالك أعصابه هذه المرة، فليذهب الهدوء إلى الجحيم!

كان آرام مندمجًا تماما مع ما يفعله حتى باغتته تلك الضربة على رأسه بِعصا المكنسة، فقام سريعا من مكانه وأمسك مكنسته يهاجم ذلك الوغد الذي لن يكون إلَّا سراج، سدد ضربة قام سراج بالتصدي لها، لكن آرام لن يستسلم بتلك السهولة

ضربة أخرى وجَّهها قرب وجهه لكنه صدَّها أيضا، وللأسف أمام فرحته تلك اكتشف الكمين المنصوب له، حيث أمسك آرام بياقة قميصه بينما وجد سراج نفسه يهوي على الأرض إثر ضربة في ساقه، كان مُبتغى الأصغر أن يطرحه أرضا نظرًا لفرق الطول

وفي تلك اللحظة التي بات فيها ظهر سراج على الأرض رأى الأصغر فوقه ممسكًا بالمكنسة مع وعيد بالانتقام بينما تمتم بصوتٍ أسرى الرجفة في أوصال سراج

«البادئ أظلم»

اتسعت عيناه بينما يرى الكارثة القادمة متمثلة في تلك العصا الهاوية فوق وجهه، فخرجت صرخات النجدة دون جدوى لذلك البائس الذي بدأ الشجار
____

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن