الفصل 5: ظهور ثالث

51 22 27
                                    

مبتعدة عن منزله، عادت إلورين بِصُحبة تميم إلى وسط المدينة، حيث تفاجأت بالحياة التي دبت في المكان مجددا، التجار قد فتحوا محالَّهم وفرشوا بضاعتهم، إلا أن شكل المكان كان مختلفا عن الأمس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مبتعدة عن منزله، عادت إلورين بِصُحبة تميم إلى وسط المدينة، حيث تفاجأت بالحياة التي دبت في المكان مجددا، التجار قد فتحوا محالَّهم وفرشوا بضاعتهم، إلا أن شكل المكان كان مختلفا عن الأمس

لاحظت إلورين أن المدينة الآن على مشارف مهرجان مهم، فالرجال قد تجمعوا يجهزون منصات العروض في ساحة المدينة، الألوان تملأ الشوارع، وشرائط الزينة معلقة على شُرفات المنازل العتيقة تُعطي لمسة مبهجة كإكليل ورد يُزَيِّن رأس سيدة عجوز فَيُنسيك رؤية تجاعيد وجهها

كانت إلورين فرحة بالألوان المختلفة هذه المرة؛ فبدون أغلال تُكبِّل يديها، هي حرة لِترى جمال تلك المدينة الجديدة.

أخبرها تميم أنه أول يومٍ للمهرجان السنوي الذي يشمل قطاعات المملكة كلها بالاحتفال، ويدعى مهرجان أضواء السماء

لم تفهم إلورين أمر القطاعات ذاك وما سبب اهتمام الناس به، لكن مظاهر التزيين للاحتفال أنستها أمر السؤال تماما

ذكرتها سيرة المهرجان بأشياء قلَّبت المواجع عليها لذا بدا وجهها شاحبا

تذكرت حين سألها ذاك الفتى سؤاله الغريب

_ لماذا تحتفلون بالمهرجان قبل باقي المملكة؟_

بدأت بالفعل تتساءل عن السبب لكنها لم تستطع محو جثة جدتها المرمية أرضا من خيالها

لاحظ تميم شرودها قليلا لذا سألها
«يعجبكِ المهرجان أليس كذلك؟»
أومأت إلورين بِرأسها وقالت
«بلى»

«أأنت بخير؟»
لم تتخيل إلورين أنها قد بدا عليها الشرود لِتلك الدرجة، تفاجأت من سؤاله ذاك لها رغم أنه بالكاد يعرفها

بدا تميم قلقًا عليها خصوصا بتلك الملامح البائسة ووجهها الشاحب، فكر أنه ربما تسرع بسؤالها هذا السؤال، فبِالمعلومات القليلة التي يعرفها عنها حتى الآن، هي مرحة وذات تصرفات طفولية تتنافى مع شرودها الحالي

كانا يمشيان محاذاة بعضهما حتى توقفت الصغرى وقالت بصوت فاتر
«أنا بخير...
الأمر فقط...لقد كُنَّا في قريتي نحتفل بهذا المهرجان...لكن كل ذلك تغير..»

بدأت دموعها بالانهمار على وجنتيها
«كانت...ليلة...المهرجان، ل..لقد كنت سعيدة ل...للغاية، ك..كان لدينا ز..زائر في القرية، ودِدتُ لو بقيَ ل...للاحتفال معنا، لكن...»

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن