طُرِق باب الغرفة ثلاث مرات متتالية أيقظته من نومه فَزِعًا، كان الغطاء يلتف حوله بشكل فوضوي وخانق، مانعًا إياه من الحراك، حاول التخلص من الأغلال التي قيَّد نفسه بها أثناء نومه بصعوبة، حتى نجح أخيرًا في الفِكاك منها، في تلك اللحظة اكتشف أنه كان على حافة السرير وتلك الحركة التي قام بها للتو كانت الأخيرة قبل سقوطه على الأرض محدثًا صوت ارتطام أشبه بسقوط قذيفة.«هل أنت بخير؟!»
صدر ذلك السؤال بنبرة قلقة من وراء الباب فتساءل آرام من ذاك الذي يطرق الباب باكرًا هكذا.ذهب بخطوات متثاقلة وسيقان يجُرُّهما معه بمعجزة نحو الباب، ثم فتحه لِيجد سراج واقفًا بابتسامة واسعة بعد أن فتح آرام أخيرًا الباب له.
«صباح الخير…أتمنى أنك نمت جيدًا»نظر نحوه بشيء من الدهشة، ألف سؤال وسؤال طرق عقله فجأة، وجميع خلايا عقله كانت مُندهشة من كونه نفَّذ وعده.
‹لقد جاء مبكرًا حقًّا!›فَرَك بعدها عينيه علَّ النعاس الذي مازال يجلس على أجفانه يتركه، بينما وضع يده الأخرى أمام فمه المُتثائب.
تسللت ابتسامة فاترة لشفتيه بعدها وردَّ التحية عليه:
«صباح النور…شكرًا لك»قالها بعد أن خرج وأغلق الباب وراءه، وقف أمام سراج بابتسامة مشرقة تخللها بعض أثر النعاس ثم سأل:
«ماذا سنفعل الآن؟»لم يفهم سراج السر وراء شُكره له، لكنه لاحظ آثار النوم على وجهه فقال معاتبًا أثناء جَرِّه خلفه نحو الحمام:
«أولا - عليك غسل وجهك
ثانيا - تناول الفطور معنا
ثالثا- لدي شيء من أجلك ستراه مساءً»فتح باب الغرفة ثم وصل به إلى باب الحمام وتركه هناك كي يستعد
«أُريد رؤية وجهك نظيفًا لأن مُنيرة لن تتوقف عن السخرية لو رأتك هكذا، وصدقني هي الأسوأ بلا منازع إن تعلق الأمر بالسخرية من أحد»أنهى كلامه ثم راح يتأمل الغرفة حوله متفاجئًا من تلك الفوضى قرب السرير، كان الغطاء واقعًا على الأرض وملاءة السرير مبعثرة وغير مستوية.
‹بالتأكيد عادات نومه فظيعة!›لم يلبث الأصغر كثيرًا بالداخل حيث خرج بسرعة، بإشراق وقطرات ماء تتقطَّر من وجهه لم تمثِّل أي شيء أمام ابتسامته
«ماذا تتناولون على الأفطار؟»
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasy_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...