الفصل 4: بريجيت ...المدينة المزدحمة

64 25 73
                                    

«استيقظي!»      «استيقظي!»         «أنتِ!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«استيقظي!»
      «استيقظي!»
         «أنتِ!... استيقظي!»

استيقظت إلورين على تلك النداءات المتتالية، لتجد شخصا لا تظهر ملامحه بسبب رداءه ينظر إليها، عيناه الخضراوان كالزمرد هي كل ما كان بإمكانها رؤيته، ودون أن تدرك وجدت أنها قد أسرفت بالتحديق في ذلك المجهول

حينها سمعت تنهيدة مرتاحة صادرة من الماثل أمامها، أزاح غطاء الرأس البني عنه فظهرت ملامحه بوضوح لها، عيناه الزمرديتان لم تكن وهما، لطيفتان مُفعَمتان بالحيوية، وشعره البني قصير غير مرتب، لم يكن سوى فتًى في الثالثة عشر من عمره، ارتسمت بسمة لطيفة على شفتيه حين وجد أنها بخير

«حمدا لله أنكِ استيقظت، ظننت لوهلة أنك ميتة، أنفاسك كانت بالكاد تلاحظ، هل أنتِ بخير؟»

أجابته أنها بخير، ثم بدأت تتأمل المكان الذي كانت فيه، لقد كانت نائمة في أحد أزقة المدينة، التي وعلى عكس مركز المدينة بدت باهتة ومظلمة للغاية، كما تذكُر فقد أنهكها التعب هنا بعد أن خرجت من تلك الساحة حين أُضرِمَت فيها النيران

قام الفتى فجأة بالكلام
«المكان ليس آمنًا هنا، فمنذ حريق الأمس بدأ تجار البشر ينقبون عن الأسرى الهاربين»

كلماته كانت كفيلة بجعل القلق يتسلل إلى إلورين، ماذا قد يفعل إن اكتشف أنها من هؤلاء الهاربين؟
شدها الفتى من يدها فجأة وقام بالهرب بعد سماعه وقع خطوات أحد أولئِك الأوغاد، وبمجرد أن ابتعدا وصارا بأمان، توقف ليلتقط أنفاسه، تنهد بعدها بضجر قائلا

«ما هذا الإزعاج! !ليس وكأن حفنة من الأشخاص بتلك الأهمية، أعني...ما المميز في تلك الفتاة حتى من بين الباقين؟»

صمت الفتى فجأة كأنه لاحظ شيئا، نظر عندها لِإلورين وقال:
«إنهم يبحثون عن فتاة صغيرة ذات شعر بني ناعم وعينين واسعتين ترتدي فستانًا ريفيًّا بني اللون، أيعقل أنها أنتِ؟! يا للهول!! تبدين مريعة»

وضع يده على فمه بعدها مباشرة محاولًا كتم ضحكاته من الوصول إليها، بينما أنفاس إلورين ونبضات قلبها قد أصبحت في حالٍ تُرثى لها

‹ماذا قد يفعل بعد أن عرف بشأني؟ يعيدني إليهم؟!›
ابتسم الفتى لها كأنه قرأ أفكارها
«لا تقلقي لن أؤذيك، لست مهتمًّا بالأمر حتى»

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن