«إلورين! أخبرتكِ أن تستعجلي كي نذهب»
علا صوت آرام بينما يطرق باب غرفة إلورين، حينها أجابته بعد أن نفد صبرها من استعجاله.
«أضع أشياء مهمة في حقيبتي، توقف عن تلك العجلة»
فتح الباب ثم نظر نحو تلك التي تجلس أرضًا والحقيبة في يديها.
«أي عجلة تلك، نصف ساعة كاملة كي تضعي أشياء في حقيبتك؟! لن نسافر لمملكة أخرى»
دحرجت عينيها بملل من كلامه، كانت تتأكد من تواجد كل شيء في حقيبتها بينما تتوقع كل سيناريو يمكن أن تنحدر الأمور نحوه، لا شيء طبيعي يحدث معها الفترة الماضية ويجب أن تكون مستعدة.
«حسنا حسنا! لقد انتهيت»
قالتها بينما ترتدي الحقيبة بشكل قطريٍّ على كتفها ثم وقفت أمامه، من الغريب كونه مستعجلا لتلك الدرجة حول الذهاب لذلك الشخص الذي يعرفه.«ألم يكن من الكافي أن تذهب وحدك؟»
خرج آرام من الغرفة ليجعلها تخرج خلفه، بينما قال بنبرة مُنزعجة
«كما لو أني من يريد ذهابكِ معي، لكن يجب أن تكوني هناك لتكتمل الإجراءات»تنهدت إلورين ثم ذهبت خلفه كي يذهبا، وقبل أن يصل آرام إلى باب الخروج وجد سراج يستوقفه.
«إلى أين تذهب؟»
بدت نبرته قلقة بعض الشيء وإلورين لم تلمه، بالنسبة للمعلومات التي عرفتها فما إن يقترب آرام من الباب حتى يكون الرحيل هو الشيء الذي يفعله تاليا.لو أن آرام ذهب بمفرده هذه المرة لما شعر سراج بذلك القلق؛ لأنه كان متأكدًا أنه لن يترك تلك الصغيرة خلفه، لكن الآن...
التفت آرام إليه ثم أجاب بهدوء أو شكل غير مبالٍ للدقة
«سنعود سريعًا»«هذا ما تقوله قبل أن تختفي لأشهر، أنت تتبخر حرفيًّا»
كان صوت سراج غاضبًا رغم هدوئه، أخيرا بعد كل تلك السنوات قرر البقاء لفترة أطول وها هو ذا سيذهب.
«قلت أني سأعود، لن أذهب إلى الأبد»
أصبح صوته عاليا أكثر مما سبق، ما جعل سراج يتنهد ثم نظر إليه بينما تحدث ببرود.«حسنا إذًا...أنظر في عينَي وقل أنك ستبقى هنا»
ارتجفت أصابع آرام فأخفى يديه خلف ظهره، لكنه نجح في أن يبدو كأنه لم يتأثر بذلك الكلام، ورغم معرفته التامة أنه سوف يبقى هنا لفترة ليست قليلة، إلا أنه كان موقنا أنه في لحظة ما سيقرر الذهاب، وفي تلك اللحظة وللمرة الأولى منذ زمن، كان الكذب خيارا صعبًا، لدرجة أنه عجز حتى عن قول الحقيقة أو النظر في عيني صديقه.
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasy_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...