على ذلك الفندق القديم أشرقت أشعة الشمس الدافئة، معلنة نهاية طقس أمسٍ السيء، كانت العصافير سعيدة بانتهاء برودة الليل فخرجت من أعشاشها مغردة الألحان عند النوافذ، بينما كان المكان هادئا حول الفندق بسبب كونها منطقة داخلية لا تدور فيها السيارات إلَّا نادرًا، ما يجعل الهواء هناك أفضل بمراحل من وسط المدينة
خلال تلك الأثناء كانت ليلى تمسك بتلك المكنسة وتقوم بعملها بنفض الغبار عن الأرض الخشبية مُغيظة تلك العصافير أنها استيقظت قبلهم
في الطابق الثاني سمعت أن ذلك النزيل الشاب هنا منذ الأمس، الأمر الذي جعلها تتساءل ما إن كان سيُطيل المكوث أم سيفعل كما اعتاد في السنين الماضية ويرحل مع انتهاء ليلته الأولى في الفندق، كانت لِتشكَّ في أمره أنه بات يتعاطى شيئا ما أو يقوم بأشياء مشبوهة الفترة الماضية لولا أنه مسالم جدا ولا يقوم بأي شيء غير طبيعي...هذا بالطبع إذا استثنت أنه يُذَكِّرها بأشباح قصص الرعب
بعد أن أنهت كنس الممر قررت البدء بتنظيف الغرف الشاغرة، أول غرفة من ناحية السلالم كان رقمها ستة، طرقت الباب لتتأكد أن الغرفة فارغة، فعلى حسب معلوماتها هناك ست غرف محجوزة والنزلاء فقط خمسة في هذا الطابق وجميعهم في غرف أخرى، ما جعل أخبار أنه حجز غرفتين صحيحة بالفعل لكنها لم تسمع السبب من والدها، لكن فاجأها صوت طفلة صغيرة
«أدخل»
في حالة أخرى كانت ستتأكد من فراغ الغرفة وتذهب، لكنها أدارت المقبض إرضاءً لفضولها، وبمجرد أن فتحت الباب وجدت على ذلك السرير تلك الطفلة، مُندَسَّة تحت كثير من الأغطية، وجهها شديد الحُمرة ولا يبدو أنها بخير
«ظننتكِ آرام»
قالتها إلورين بصوت فاتر للغاية وما إن أنهت الجملة حتى تبعتها بعطسة صغيرة
«ماذا تفعلين هنا؟»
قبل أن تستوعب ليلى ما يحدث التفتت فوجدت النزيل الشاب وراءها، مرَّ بجانبها كأنه لا يراها ثم اتجه نحو إلورين، أخرج منديلا من العلبة بجانب السرير وأعطاه للصغيرة لِتمسح أنفها
بينما راقبت ليلى ما يحدث دون فهم أي شيء‹منذ متى وتلك الصغيرة معه؟›
«لمَ ما زلتِ هنا؟ الغرفة ليست فارغة كما ترين»
أنت تقرأ
من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»
Fantasy_فانتازيا مظلمة إلى حيث النقطة التي توقف عندها، يلهث بلا توقف، قلبه يضخ الدم بصعوبة كأن دماءه ترفض السير في شرايينه، لكن ما زال عليه الهرب. إلى أين بالضبط؟ ذكرياته لا يثق في كونها تخُصُّه حتى، والأشياء الجديدة يشعر دائمًا أنه رآها من قبل، وهؤلاء ال...