الفصل 32: قد تَضِلُّ الطريق...

30 11 14
                                    

حثَّت السير لتصبح بجانبه ثم تجرأت أخيرا وسألته«ما الذي سُرق منك تحديدا؟»

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حثَّت السير لتصبح بجانبه ثم تجرأت أخيرا وسألته
«ما الذي سُرق منك تحديدا؟»

بدا هادئا وفي مزاج جيد لتسأله، وقد صحت ظنونها، إذ كان فعلا يشعر أنه خفيف للغاية منذ استعاد أغراضه.

نظر نحوها وأطرق لحظة يفكر كيف يحكي تلك القصة، ثم ما لبث أن أراها أخيرا ما سُرق منه.

كان كيسًا قماشيًّا صغيرًا أحمر اللون، مع صور لأغلفة سكاكر صفراء مطرَّزة عليه، فتحه وأخرج قلادة رقيقة بها بضع خرزات من اللؤلؤ ناصع البياض، والتي تلمع خرزاتها تحت ضوء الشمس التي أوشكت على بلوغ الأفق.

«هذا أغلى شيء أملكه، حتى الكيس أيضا، و...لم أستطع تخيل أن أفقده»

كان جوابه هادئا، لكن كلماته حملت كثيرا من المشاعر، الحزن الاشتياق، والامتنان، شعرت إلورين بكل هذا بينما يتحدث، حتى نظراته الثابتة على القلادة كانت وديعة وأشبه بطفل يرى صورة أمه، لا يمكنها حقا تفسير نوع تلك البراءة التي تظهر عليه أحيانا.

في بعض الأوقات تفسر الأمر على أنه نظرتها الشخصية، ربما تفكيرها هو البريء لهذا هي تراه على هذا النحو، وما لم تعلمه كان أن نظرتها صحيحة نحوه، لهذا من السهل الارتياح له وكذلك من السهل التلاعب به، لكنه لم يكن غبيًّا يومًا، لذا اخترع طرقه المضادة لحماية نفسه.

«من أعطاك إياها؟»

كان لديها رغبة عميقة في معرفته على نحو أكبر، والسرور داخلها جعل العالم ورديا حين نطق مستجيبا لرغبتها.

«إنهما من شخصَين مختلفَين، مميزَين بتعبير أدق، لكني لم أحظ بفرصة معرفتهم لفترة طويلة، بالكاد بضعة أيام»

امتلك بسمة أثناء قوله لذلك الكلام، لكن الخيبة كانت تكسوها، ربما تخيلت أن هاذَين الشخصَين كانا من عائلته، لكنه كان افتراضًا مستحيلًا.

«القلادة كانت مِلكًا لسيدة قابلتها في مملكة بريتالي، لا أعرف اسمها، لكنها من اعتنت بي في ذلك الوقت، كنت بالكاد أتحرك أو أتكلم، لكنها لم تتركني أبدًا، حتى عندما وضعتني على سفينة لأخرج من المملكة تركتني مع أحد معارفها»

«وكم كان عمرك وقتها؟»
تلك القصة بدت لطيفة رغم عدم اكتمالها، كان هنالك أجزاء مفقودة بين ثنيات السطور، وهي أرادت إيجاد تلك الأجزاء.

من قلب الظلال: ذكريات يمحوها القمر «مستمرة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن