BART 1 . | . ارض الموتى

71 6 0
                                    


.

.

.

المقبره... يتفق أنه أكثر مكان تنوح به الأنفس باكيه وتصرخ ألماً... تذهب روحاً ما للسماء... من بعدها تبدأ مراسم دفنه... يأتوا أقاربه ، اصدقاء ، أقرانه ، عائلته ، وربما أعدائه... منهم يبكي صدقاً ومنهم يبكي نفاقاً... من بعدها ينسى الجميع ويذهبون ويكملون ما تبقى من حياتهم وفعل نشاطاتهم وممارستهم اليوميه....

تستلقي أسفل القمر.... كان القمر اليوم مكتملاً فمنظره كان جميل ... إليكم وضعها تستلقي أسفل القمر كما قلت لذا كان يشاركها التوت الاحمر وحدتها... وباليد الأخرى تضعها أسفل رأسها تتكأ على التربه

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف لها ان تكون مسترخيه هكذا في مكان المقبره؟؟.. وما الذي يريحها هناك؟..

الاجابه بكل اختصار وهي ستصبح منهم في أحد الأيام فلما تخاف منهم؟... والاجابه على سؤال الثاني بالنسبه لها المقابر أكثر الأماكن هدوئاً... مهما ذهبت هنا وهناك في رحلة للبحث عن أكثر مكان هادئ ستكتشف أن لا هدوء كهدوء المقابر ... لذا المقابر هي افضل مكان للاستراخاء ورقم واحد في الهدوء الطويل بعيد المدى وانتهى النقاش...

تجاهلت الهاتف الي يهتز بجانبها دلاله على أن أحدهم يتصل بها... وهدوئها كان ينافس هدوء المقبره الخاليه من اي جنس بشري فقط كانت تستشعر بطاقة الاموات حولها وهالة الرعب... الان باب تشعر بغضب الاموات حولها بسبب الهاتف الذي لا يتوقف عن الاهتزاز لذلك قررت أن ترحيهم لأنها طيبه للغايه.... اخذت الهاتف بين يدها... هي كانت تعرف من المتصل لكن لا تريد الاستجابه لذا فعلت ما تريد وفصلت الخط...

وإعادت الهاتف يحتضن ارض المقبره... الان باتت تشعر بغضب والدها الذي تجاهلته لربع ساعه مضت لكن لا بأس... تشعر ان جسدها سيتحمل نتيجة ذلك ... عفوا هل قلت تشعر ؟! بل هيا متأكده من ذلك بلا أي شك ... لكنها لا تكترث لا تهتم وحتما لا تتأثر ... توقفت عن التأثر منذ زمن بعيد حتى أنها لا تتذكر متى كانت اخر مرا بكت بها حين يضربها ... ربما في الرابع أو السابعه أو ربما العاشره ... حقا لا تستطيع التذكر .. ولن تتعب نفسها بالتذكر اصلا ...

قد يعتقد البعض أن سبب اتصاله عليه هو أنه اب خائف على ابنته الصغيره التي بـ الثانية والعشرون من عمرها ويخشى أن يؤذي أحدهم ظفر اصبعها الصغير ... والحقيقه أنه كان لوالدها اجتماع مع تُجار المخدرات أتوا من انجلترا لعقد صفقه ويحتاج توقيعه.. توقعها واخوتها كذلك وان لم تأتي لن تتم الصفقه وهي ما فعلته بكل بساطه أنها لم تأتي .. بما انها لم تأتي اي لم توقع... اي ان الصفقه لم تتم.. اي ان والدها غاضب ويريد سلخ جلدها وهي لا تهتم طبعا ...

بقت على حالتها لنصف ساعه وتأكل قطعه من التوت وتتأمل القمر المكتمل ... قطع تفكيرها صوت اقدام رجل لينبس أحدهم :

انثى الكبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن