عَلي الأكبر 🤍🌿

114 10 1
                                    

في تلك اللحظة التي خيمت فيها سحب الحزن والكآبة على كربلاء، وقف الإمام الحسين عليه السلام أمام جسد ولده علي الأكبر، الذي أضحى مضمخاً بدمائه الطاهرة. كانت السماء تبكي بحرقة، والأرض ترتجف تحت وطأة هذا الألم العميق.

رآه ملقى على الرمال، كأنما القمر قد سقط من عليائه، وانطفأت النجوم حداداً عليه. انحنى الإمام الحسين بحنان الأبوة وأسى الفقدان، واحتضن جسد ولده البارد بين ذراعيه، وكأنه يحاول إعادة الحياة إليه بفيض مشاعره.

كانت عيناه تغمرهما الدموع، تفيض من قلب مليء بالألم والفخر في آنٍ واحد. همس بكلمات تملؤها المرارة والأسى: "يا بني، لقد نكأت جرحاً لا يلتئم، وأشعلت في قلبي ناراً لا تنطفئ. بكتك السماء والأرض، وبكى لك الكون بما فيه."

كان الحسين يعلم أن استشهاد علي الأكبر لم يكن مجرد فقدان لابن، بل كان رمزاً لانكسار عزيمة الظالمين وانتصار الحق. كانت دماء علي الأكبر تصرخ بقيم التضحية والوفاء، وتشهد بأن الحق لا يموت وإن مات حاملوه.

في تلك اللحظة، شعر الحسين أن كل قطرة من دماء ولده تكتب حروفاً في صفحات الخلود، تروي للأجيال قصة الإباء والصمود. كان يودعه بنظرة تملؤها الحب والفخر، وهو يعلم أن علياً الأكبر لم يمت، بل ارتقى إلى مرتبة الشهداء، وخلد في ذاكرة الأحرار والأبرار.

تجلى الإمام الحسين عليه السلام في تلك اللحظة كرمز للصبر والثبات، يُرينا أن الألم والفقدان قد يكونان طريقاً للنصر الأبدي، وأن دماء الشهداء هي الزرع الذي ينبت منه العدل والحرية.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


روايات أهل البيت عحيث تعيش القصص. اكتشف الآن