نظر أمير أمامه فوجد مجموعة من قطاع الطرق يحاصرون السيارة، وجوههم تخفيها الأقنعة السوداء، وأياديهم تتحرك بتهديد واضح اقترب أحدهم ناحية باب أمير، طرق على الزجاج بشدة ثم قال بصوت غليظ مليء بالتهديد:
- "انزل ياض من العربية، إنت والأمورات اللي معاك، وهاتوا كل اللي معاكوا بدل ما اقتلكوا مكانكوا! "
في تلك اللحظة، تجمدت عيون أمير على وجه الملثم، ثم انتقلت بسرعة إلى ندى ونور اللتين بدتا خائفتين كالعصافير المحبوسة كانت أقدامهما ترتعش تحت المقاعد، وعيونهما غارقة في الدموع نزل أمير من السيارة بهدوء، لكنه أغلق باب ندى ونور بإحكام قبل أن يلتفت إلى اللص، متحدثًا بنبرة متحدية تحمل شجاعة تكاد تخنق خوفه:
- "إنت قد اللي بتقوله ده؟!" .
لم يتردد قاطع الطريق، بل أمسك بقميص أمير بعنف، جذبه نحوه كأنه يريد أن يسحب روحه مع قبضة وجهه. كان قريبا بما يكفي ليشم أمير أنفاسه الثقيلة، رفع الملثم سكينًا لامعة تحت ضوء القمر الباهت وقال بصوت مليء بالقسوة:
- "بطل صياعة ياض بدل ما أعورك، وهات كل اللي معاك وخلي الحلوين ينزلوا دلوقتِ بدل ما أكسر العربية عليهم."
تجمد الزمن للحظة داخل السيارة ندى انگشت علی نفسها تبكي بلا توقف، بينما نور كانت ترتجف يداها تبحثان عن أي أمان مفقود في تلك اللحظة، شعر أمير بغليان داخلي كان كل جزء فيه يصرخ بالغضب، هذا الملثم تجرأ وهدد حياة نور وندى، لم يكن ليتحمل أكثر.
دون أي تفكير إضافي، أخرج أمير مسدسًا صغيرًا من جيبه، لم يكن الوقت مناسبًا للتهديد بالكلمات، حيث صوب نحو قدم اللص وأطلق النار. انطلقت الرصاصة كالرعد في السماء الصامتة، وسقط اللص على الأرض يصرخ بألم مروع، يمسك بقدمه التي تنزف.
لكن الأمور سرعان ما خرجت عن السيطرة، باقي اللصوص الذين كانوا يراقبون الموقف من بعيد، سحبوا أسلحتهم وبدأوا في إطلاق النار بشكل عشوائي، أصوات الطلقات كانت تمزق الهدوء. فجأة، سمع أمير صوت صرخة مرعبة من نور، صرخة هزت كيانه، أصابها شيء!، شيء جعلها تصرخ بذلك الصوت المروع.
صاح أمير بجنون:
- "نوووور! ".
ركض نحو السيارة بجنون، قلبه يكاد يتوقف، ثم فتح الباب بقوة ليجد نور ملقاة على المقعد جسدها مغطی بالدماء لقد أصابتها رصاصة في مكان خطير، والدم يتدفق منها بسرعة. تحول وجه أمير إلى لوحة من الذهول والرعب، لا لم يكن مستعدًا لخسارتها. ركب السيارة بسرعة، وصاح بندى التي كانت تبكي بلا توقف:
- ممكن تهدي شوية كل حاجة هتبقى تمام!"
لكن ندى، التي كانت قد فقدت السيطرة على
أعصابها، صاحت بصوت مشبع بالغضب والدموع
- " إنت إزاي بارد كده إيه اللي هيبقى تمام! نور
بتموت قدامك! "
كانت كلماتها كسكاكين تخترق قلب أمير انفجر فيها بصوت غاضب، لكن الغضب كان يغطي إحساسه العميق بالذنب. هو من أطلق النار، هو من جعل الأمور تصل إلى هذا الحد. فقال بألم:
- "ما تقوليش كده نور هتعيش مش هسمح إنها
تموت!"
أنت تقرأ
|ليلة ممطرة| (قيد التعديل)
Romanceتُعد هذه الرواية عملًا رومانسيًا واقعيًا ذا طابع بوليسي، حيث تتناول قصة فتاة في مرحلة الثانوية تتعرف على شاب وهي في مأزق وفي ليلة ممطرة. كانت هذه الرواية هي الأولى لي. تم تأليف أول 8 فصول منها في سنة 2019 وانتهيت من تأليف باقي الفصول سنة 2021. لم أض...
