|ليلة ممطرة| (قيد التعديل)

"7" «تطور العلاقة»

نظرت نور إلى أمير بذهول ممزوج بالتردد، بينما كلماتها تتعثر على شفتيها:
- "إيه... بتحبني؟!"

تحدث أمير بنبرة دافئة، وكأن كلماته تنساب برقة بين أنفاسه:
- "أيوه، بحبك يا نور، من أول لحظة شوفتك فيها وأنا قلبي بيدق كل ما تيجي في بالي، وصدقيني، ما بتغبيش عن تفكيري لحظة. زي ما بيقولوا كده، «حب من أول نظرة»."

كانت نور تشعر بتوتر لم تعتده، وكأنها واقفة على حافة شيء لا تفهمه، فكل ما تمكنت من قوله هو:
- "أمير، أنا... بجد مش عارفة أقولك إيه، بس..."

قطع أمير ترددها بصوت ملئ بالحنان واليقين:
- "ما تقوليش حاجة، نور. أنا مش مستني رد دلوقتِ. أنا بس عايزك تعرفي إني عاوز أخطبك. أنتِ دلوقتي في آخر سنة ليكِ في الجامعة، يعني فاضلك سنة وتخلصي."

توسعت عينا نور بدهشة ممزوجة بالفرح، وقالت بصوتها الذي لم يخفِ حماسها:
- "بجد يا أمير؟! أنت فعلاً عايز تتجوزني؟!"

ابتسم أمير، وبدت فرحته عارمة، تفيض من كلماته:
- "طبعًا بجد. مش قادر أوصف قد إيه حلم حياتي إني أكون معاكِ."

وما إن بدأت الأمطار تهطل بغزارة، حتى نظرت نور إلى السماء وعيناها تلمعان بفرحة طفولية:
- "الله! الدنيا بتمطر."

نظر أمير نحو السماء، مبتسمًا وكأن المطر يشاركهما تلك اللحظة السعيدة:
- "بتحبي المطر؟"

هزت نور رأسها بإيجاب وهي ترتجف قليلًا:
- "آه، بحبه جدًا... بس أنا سقعانة أوي."

ابتسم أمير بمكر لطيف، وقال بنبرة ساخرة:
- "آه، سقعانة بجد؟ أكيد دلوقتِ مستنية مني أديلك الجاكيت بتاعي، زي الأفلام، صح؟ بس خليني أقولك إني مش هعمل كده."

ضحكت نور بصوتها المليء بالحياة، وقالت:
- "آه، بجد أنت رخم!"

ابتسم أمير ابتسامة صغيرة، ثم قال بنبرة دافئة وهو يخلع معطفه ويقدمه لها:
- "بهزر معاكِ، خدي الجاكيت عشان ما تبقيش بردانة."

ارتدت نور المعطف وشعرت بدفئه يحيط بها، بينما قال أمير بلطف:
- "تعالي نركب العربية، عايز أخدك مكان كده."

نظرت إليه نور بريبة قائلة:
- "مكان إيه؟ لا، لازم تروحني."

قال أمير برجاء في صوته:
- "ما تخافيش، هنقعد شوية صغيرين وهروحك على طول."

أذعنت نور على مضض وقالت:
- "طيب ماشي، بس بسرعة."

قاد أمير السيارة نحو مول في مدينة السادس من أكتوبر، وعندما توقف، طلب من نور النزول. كان المطر قد توقف، فأخذها إلى كشك صغير وطلب "زلابية"، ثم قدمها لها بابتسامة دافئة:
- "الزلابية سخنة وجميلة، هتدفيكِ."

نظرت نور إلى الحلوى وهي تشتم رائحتها الشهية، وابتسمت بنعومة وقالت:
- "أنت طيب أوي يا أمير، أنا مش مصدقة إزاي حنين كده."
أشار أمير بنفي وقال مداعبًا:
- "مش طيب ولا حاجة، أنتِ بس اللي شايفاني كده. يلا، كلي قبل ما تبرد."