"9" «شروع في قتل»

403 26 16
                                    

تلقى أمير طلقة في كتفه الأيمن من شاب مُلثم، وانشغل الضابط أحمد وزملاء أمير في العمل بالجري وراء هؤلاء الرجال المُلثمين، وحالة من الهرج والمرج تجتاح المكان فأسرع كل من بالقاعة للخارج، ولم يتبق سوى نور وحازم وأمير الغارق في دمائه، ظلت نور تهزه بيدها وتصرخ به ولكن أمير قد فقد وعيه.
فأردف حازم سريعًا:
- " يالا يا نور هنسنده ونطلع على المستشفى"

وبالفعل سانده حازم من ناحية اليمين ونور من الناحية الأخرى، وأدخلاه السيارة ثم ركبت نور بجانبه في المقعد الخلفي وتولى حازم
أمر القيادة.

بعد مرور نصف ساعة، وصلوا إلى أقرب مستشفى، حيث أسرعت الممرضة لنقل أمير إلى غرفة الطوارئ. ظلت نور تراقب الغرفة التي يُنقل إليها حتى اختفى ظلّه عن أنظارها.

وعلى الرغم من جمالها الذي كان مشهودًا، فقد تبدل وجهها ليصبح شاحبًا، متأثرًا بقلقها العميق على حبيبها أمير. راحت تتجول في أروقة المستشفى من بدايتها حتى نهايتها، تضرب يديها ببعضهما البعض من شدة انزعاجها وقلقها.  
فأقترب منها حازم وربت على ظهرها بحنان قائلاً:
- "ماتخافيش هيبقى كويس"
فأشارت إلى الأعلى مناجية ربها قائلة "يااااارب"

وبعد نصف ساعة خرج الطبيب، وأخبرهم أنه أخرج الرصاصة من جسده، ومن الممكن
أن يفيق بعد قليل.
وبالفعل ما هي إلا دقائق حتى فاق من غيبوبته، فأسرعت الممرضة إليهم لتخبرهم بذلك، فهرعت نور إليه بحالة لا يُرثى لها وما إن وقعت عيناها عليه، انهالت الدموع منها.
نظر لها أمير فوجد فستانها ملطخ بدمائه، وود لو يأخذها بين أحضانه فهو لا يحب أن يراها بتلك الحالة ولكن لن يستطيع أثر جرحه.
ثم أردف بصوت خافت وبنبرة حزينة قائلاً:
- "بالله عليكِ يا نور ماتعيطيش،
مابحبش أشوفك كده!"

فأقتربت منه وأمسكت يديه، ثم أردفت
من بين بكائها:
- "كنت خايفة ليجرالك حاجة يا أمير، وساعتها مكنتش هستحمل فراقك أنت كمان"

أمسك أمير يديها الموضوعة فوق يده وربت عليها بحنان قائلاً:
- "طب وأنا الحمد لله قدامك أهو وزي الفل، ماتعيطيش بقى"

وظل مُمسكًا بيدها ومد يده الأخرى التي بها جرحه فألمته، لكنه ضغط على نفسه ولمس
خديها بحنان ومسح دموعها.
فابتسمت له نور وهي تنظر إليه بنظرة مملوءة بالهيام، وهمست بشغف:
- "بحبك أوي."

ارتسمت على وجه أمير ابتسامة هادئة، ثم قال وهو يبادلها الشعور بحب غامر:
- "وأنا كمان♡. بس أنا مش فاكر حاجة من بعد ما تصابت... هو مين اللي عمل كده؟ أحمد وحازم عرفوا يوصلوله؟"

أجابت نور بملامح حائرة قليلاً:
- "والله يا أمير، أحمد جري وراه هو وزمايلك، بس ماعرفش إذا كانوا لحقوه ولا لأ."

بدأ الغضب يتسلل إلى ملامح أمير وهو يستعيد ذكرى الحادث:
- "مش واحد بس اللي عمل كده، دول كانوا كذا واحد. الطلقات جات من كذا اتجاه في القاعة عشان يشوشوا علينا، وبعدها جه واحد جبان ووجه الطلقة ناحيتي... إحنا مش هنسيبهم. لازم يوصلولهم!"

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن