"4" «مفاجأة و صدمة»!

683 38 18
                                    

ارتجفت يده وسقط الهاتف منه وبكى بكاء هيستيري نظرًا لتأثره بما سمعه،
اندهش أمير من تغيره المفاجئ فقال:
- "مالك يا أحمد فيه إيه!"...

نظر له (أحمد) نظرة ألم وحزن شديد بدا على وجهه، وعينيه امتلأت بالدموع وجاهد ليُخرج الكلمات من فمه، ثم قال:
- "صاحبي اللي كان أكتر من أخويا راح مني، راح يا أمير وسابني لوحدي، وأنا كان المفروض أكون معاه دلوقتِ، أنا ليه نزلت إجازة ليـــــــه، كان زمانا مع بعض"...

ثم هبطت دموعه بغزارة أثناء حديثه.
نظر كل من بالمقهى له نظرة شفقة وحزن.
قال أمير وقد تأثرت نبرة صوته من
حديث أحمد:
- "يالا يا أحمد قوم معايا نروح
نقعد في العربية"

سانده أمير وخرج به من المقهى. أحمد في حالة سيئة جدًا لا يُرثى لها، ودلفا السيارة.
فأردف أحمد بصوت مهزوز:
- "ياريتني كنت مُت معاه ومكنتش أعيش اللحظة دي، يا أمير إحنا كنا بنعمل كل حاجة مع بعض، كان أقرب ليا من أخويا" ....
ثم انهمر في البكاء واجتاحت الدموع وجهه

أمير وهو يحاول كبت ألمه ويضع يده على كتف أحمد في محاولة لمواساته:
- "ربنا يصبرك يا صاحبي، ادعيله، العياط مش هيرجعه. كفاية إن ربنا اختاره شهيد. هو في مكان أحسن دلوقتي."

أحمد، والدموع تملأ عينيه وكأن قلبه يتمزق:
- "كلنا هنموت، بس في سيناء، الموت واقف قدامنا كل يوم. مش خايفين منه ولا هنخاف، بس والله ما هسيب حق مازن يروح هدر. والله يا صاحبي، حقك راجع، ودمك غالي. الكلاب دول هيشوفوا مين أحمد ومين صحابه."

أمير، بصوت مكسور وحزن عميق يطغى على ملامحه:
- "وأنا مش هسيبك كده، يا صاحبي. تعالى معايا البيت، نرتاح شوية."

وفي طريق العودة، كان الصمت سيد الموقف، إلا أن الحزن الذي يلف الجو كان أكثر وضوحًا من الكلمات. وصل أمير إلى منزله بعد نصف ساعة من الصمت الثقيل، وما إن دخلا المنزل، حتى أشار أمير إلى غرفة قائلًا:
- "اتفضل يا أحمد، نام في الأوضة دي. هتلاقي هدوم في الدولاب. نقي اللي يناسبك، وغير هدومك."

أحمد، وهو يشعر بثقل الحزن والدموع التي باتت جزءًا منه، هز رأسه دون كلام، ودخل الغرفة. فتح الدولاب بصمت، والتقط بيجامة شتوية كانت أوسع قليلًا عليه؛ فالفرق بين جسده الهزيل وجسد أمير واضح. ارتداها ثم جلس على السرير. ومع كل لحظة تمر، كانت الذكريات تهاجمه بلا رحمة. ذكريات صديقه مازن التي لا تفارق خياله. وبدون أن يشعر، بدأت الدموع تنهمر منه مرة أخرى، وكأنها تحاول غسل جراحه التي لن تلتئم بسهولة. لم يمضِ وقت طويل حتى غرق في نومٍ ثقيلٍ من شدة التعب.

أما أمير، فدخل غرفته في محاولة بائسة للراحة. كان اليوم طويلًا بما فيه من ألم وحزن، إلا أن النوم لم يأتِ. ظل يتقلب في فراشه، تفكيره مشوش. فجأة تذكر نور، وتساءل في نفسه: "يا ترى هل هي بخير؟" تذكر الولد الذي يريد مقابلتها عند المدرسة. قلبه اشتعل بالغضب فجأة، فالتقط هاتفها بسرعة. وبدون تردد، فتح الرسائل ووجد رسالة من ذلك الشاب كتب فيها:
- "هنتقابل امتى يا نور؟"

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن