بينما كان أمير يتحدث مع الضابط نادر، كانت نور في المطبخ تبحث عن زجاجة ماء، وحينما خرجت لتقترب منهما، سمعت ما قاله نادر فسقطت الزجاجة من يدها، متناثرة في كل مكان قطعاً من الزجاج. وقفت لثوانٍ مشدوهة، وقلبها يخفق بشدة، بينما شعر أمير بوخزة حادة في رأسه من أثر الصدمة، ثم صرخ بانفعال، وقد امتلأ وجهه بالغضب، ممسكًا بياقة قميص نادر بقوة:
- "أنت بتقول إيه؟! قتل! قتل إيه اللي بتتكلم عنه؟! أكيد فيه سوء تفاهم كبير!"أبعد الضابط نادر يد أمير عن قميصه، وحافظ على هدوء صوته رغم الموقف، وقال بحزم لا يخلو من جدية:
- "والله يا أمير أنا مش جاي أقول أي كلام، أنا جاي وأنا عارف أنا بقول إيه. المدام متهمة في قضية قتل، وفيه شاهد كمان."شعر أمير أن العالم ينهار حوله، الكلمات تسقط عليه كالصواعق المتتالية، وهو لا يصدق ما يسمعه. في تلك اللحظة، خرج من شروده على صرخة نور الحادة، وهي تهتف بعصبية والدموع تنهمر على وجهها:
- "والله ما قتلت حد يا أمير! والله ما عملت حاجة!"ركض أمير نحوها، جذَبها بقوة إلى حضنه محاولاً تهدئتها، صوته مزيج من الحنان والقلق:
- "اهدي يا نور، متعيطيش... ثواني بس أفهم من نادر، قتل إيه ده؟!"ثم التفت بغضب وسرعة إلى الضابط نادر، وسأله بحدة:
- "متهمة بقتل مين يا نادر؟!"أجاب نادر بصوت منخفض وجاد، كأن كلماته تحمل ثقلاً أكبر مما يتحمله الموقف:
- "الأستاذ حازم المصري، صاحب شركة "...." "تجمدت نور في مكانها، جسدها يرتجف، وعيناها تملؤهما الصدمة، ثم جاء صوتها هي وأمير معًا وكأنهما في حلم مرعب:
- "إيـــــــه!!!"وبصوت مكسور يمزجه الحزن والانهيار، هتفت نور وهي ترتجف أكثر:
- "حازم؟! أنا أقتل حازم؟! إزاي؟! ده كان مش مجرد خالي... ده كان كل حياتي! مكنتش حاسة بموت أهلي طول ما كان جنبي، هو وأمير كانوا كل حاجة ليا."انقطع صوتها بالبكاء الشديد، انهارت تمامًا في لحظة، وأمير يقف مشدوهًا لا يقوى على الكلام. كانت كل فكرة في رأسه تطوف حول صدمة موت حازم، الشخص الذي لطالما اعتبره أخًا له، صديقًا مقربًا. لم يعد يقدر على التفكير: هل حقًا المقربون منه يُكتب لهم الموت؟ وهل حبيبته، التي أحبها أكثر من الحياة نفسها، ستُسجن؟ قلبه يئن من الحيرة والوجع، وعيناه تترقبان الضابط نادر وكأنهما تبحثان عن خلاصٍ من هذا الكابوس.
قطع نادر تفكيره الصاخب بصوته الهادئ والجدي:
- "أمير، أنا عارف إن الموضوع صعب، بس لازم أخد المدام دلوقتي. ده شغلي وواجبي اللي لازم أنفذه."ارتفع صوت نور وهي ترتجف، تردد مرات ومرات:
- "والله ما قتلت حد! والله يا أمير ما عملتش حاجة! أنت عارفني، صح؟ أنت مصدقني، صح؟"نظر إليها أمير، وقلبه ينفطر لرؤيتها في هذه الحالة. كان يشعر بكل كلمة تنطقها، بكل ألم يفيض من عينيها:
- "عارف يا نور... عارف إنك ما قتلتيش حد، ومصدقك. بس مش قادر أفهم إيه اللي حصل."

أنت تقرأ
|ليلة ممطرة| (قيد التعديل)
Romanceتُعد هذه الرواية عملًا رومانسيًا واقعيًا ذا طابع بوليسي، حيث تتناول قصة فتاة في مرحلة الثانوية تتعرف على شاب وهي في مأزق وفي ليلة ممطرة. كانت هذه الرواية هي الأولى لي. تم تأليف أول 8 فصول منها في سنة 2019 وانتهيت من تأليف باقي الفصول سنة 2021. لم أض...