"5" «لحظة الوداع»

631 38 14
                                    

«شعور الفقد شعور مؤلم ولكن ستتحول الذّكرى لقاموس يحتوي أقسى كلمات الفراق والدموع التي تملأ العيون ويبقى الموت حاضرًا في كل الأوقات».

سقط الهاتف من يد نور وظلت ندى تسألها مابكِ، ولكن غابت وذهبت في عالم آخر، ولا تشعر بمن حولها من أثر الصدمة.
سألتها ندى بنبرة يشوبها القلق:
- "يا نور ردي عليا مين ده وقالك إيه!؟"

نظرت لها نور ولم تنطق بكلمة وفجأة
انهمرت في البكاء.
وبعد ثوانٍ نطقت من بين بكائها:
- " عايزة تعرفي قالي إيه، قالي إن بابا وماما عملوا حادثة وخدوهم المستشفى وماتوا يا ندى ماتواااا..."

نور الآن في حالة لا يُرثى لها أثر ذاك الخبر الأليم، وانتقلت تلك الحالة إلى ندى هي الأخرى، فشاركتها البكاء، وحاولت أن تتمالك أعصابها لكي تقوم بتهدئة نور. لكن هيهات لم تتحمل نور تلك الصدمة وشعرت أن الرؤية مشوشة أمامها وسمعت صوت ندى، ولكن لم تستطع تحديد ماتقوله، وحينها شعرت أن كل شيء حولها يدور ثم فقدت وعيها. فظلت ندى تهزها محاولة إفاقتها ولكن دون جدوى، تجمع زملاؤها بالكلية حولهم، واتصلوا بالإسعاف وبعد دقائق أخذوها للمشفى...

ظلت ندى بجانب نور في المشفى، ونظرت لها نظرة حزن وشفقة وحدثت نفسها قائلة " ياعيني عليكِ يا نور ولا أب ولا أم ولا حتى أخوات، يعني بقيتي وحيدة في الدنيا دي. ربنا يرزقك بواحد يعوضك عن كل ده "..." آه صحيح أنا المفروض أكلم أمير يجي يمكن ده يهون عليها شوية"

توجهت نحو حقيبة نور الموضوعة على الطاولة المجاورة للفراش، ففتحتها والتقطت منها الهاتف الخاص بنور وعبثت بالأرقام حتى وجدت رقم" أمير" وأتصلت به.
بعد دقيقة جاءها الرد بصوت يشوبه اللهفة:
- "أنا مش مصدق نفسي، نور بنفسها بتتصل بيا"

فردت ندى بألم:
- أنا صاحبتها ندى يا أمير.

شعر أمير بالقلق قائلاً:
- "آه ازيك يا ندى، هي نور حصلها حاجة
ولا إيه!"

هوت دمعه على خدها وخرجت الحروف
من لسانها بصعوبة:
- " بابا وماما نور عملوا حادثة النهاردة وماتوا، ونور دلوقتِ في المستشفى "

صُدم أمير ووقعت عليه تلك الكلمات كالصاعقة:
- "إيـــــــه! يا ساتر، طب حد راح عشان
يدفنهم ولا إيه"
قالها أمير بألم اجتاح كيانه

ندى بصوت يشوبه الحزن والأسى:
- " آه كلمت خال نور وعمها وراحوا "

قال أمير وهو يحاول أن يستجمع قواه:
- " طب نور في المستشفى ليه "

- "أغمى عليها وتعبت فخدتها المستشفى، حالتها صعبة أوي يا أمير، صعبانة عليا أوي"
قالتها ندى وهي تبكي بشدة تأثرًا
بحال صديقتها.

أردف أمير بحنو صوته:
- طب أهدي و أنا جايلكوا أهو.

بعد نصف ساعة وصل أمير إلى المشفى التي بها نور، وكان بهيئة غريبة لأول مرة يراه أحد بها، فكان شعره طويل قليلًا، وغير مصفف وملابسه غير مهندمة على غير عادته. فكان دائمًا يهتم بمظهره، ويحاول أن يكون بأبهى صورة، ثم جرى عليهم بتلك الهيئة، وألقى السلام على ندى،
ثم قال: إيه يا ندى لسه مفاقتش!؟

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن