"6" «اعتراف» ♡

497 34 19
                                    

نزل أمير بخطوات سريعة نحو الباب، ليفتحه فوجد ندى ونادين تقفان أمامه. كانت ندى تبتسم ابتسامة دافئة، وقالت بصوت مفعم بالحيوية:
- "إزيك يا أمير؟ أنا ونادين جينا نطمن على نور."

ارتسمت على وجه أمير ابتسامة مشابهة وهو يرد بنبرة هادئة:
- "أهلاً وسهلاً، والله نورتوا. إزيك يا نادين؟"

ردت نادين بابتسامة مصطنعة، تخفي خلفها مشاعر متضاربة:
- "الحمد لله."

أشار أمير بيده نحو الأعلى وهو يدعوهم للصعود:
- "تعالوا نطلع الروف، نور فوق."

نادين، بصوت خافت وحقد يتسرب من ملامح وجهها، تمتمت:
- "كمان مطلعها في الروف، الموضوع ده زاد عن حده أوي."

عندما وصلوا إلى الأعلى، وجدوا نور جالسة تتناول الإفطار بجانب خالها. كانت الأجواء هادئة، حتى كادت ندى تضحك عندما رأت خال نور مرتديًا بيجامة ضيقة من الأعلى جعلت مظهره مضحكًا. لكنها سرعان ما كتمت ضحكاتها لتجنب إحراج نور، ثم تقدمت نحوها بخطوات سريعة قائلة:
- "جينا نطمن عليكِ يا نور، ونقعد معاكِ شوية."

فارتمت نور في أحضان ندى، الدموع تلمع في عينيها وهي تقول بصوت مليء بالحب:
- "ربنا يخليكوا ليا."

نادين، وقد استبد بها الغل، قاطعت بنبرة ساخرة ملؤها الاستهزاء:
- "لا نطمن ليه بقى؟ ما هي قاعدة بتفطر، لا وكمان في بيت واحد غريب، ولا كأن حد مات امبارح."

تساقطت الدموع من عيني نور كالشلال، لكنها ظلت صامتة، متجمدة من وقع كلمات نادين السامة. اشتعل الغضب في وجه ندى وهي ترد بقوة:
- "إيه اللي بتقوليه ده يا نادين؟ إحنا جايين نهديها مش نزيدها ألم."

نظر أمير إلى نادين نظرة ممتلئة بالكراهية
وقال بحزم:
- "بصي يا نادين، من أول ما شوفتك وأنا مش طايقك، والنهاردة اتأكدت إن شعوري كان في محله."

تدخل حازم، وقد ضاق صدره من تصرفات نادين، وهو يضرب كفًا بكف قائلاً:
- "أنا مش فاهم إزاي أنتِ صاحبتها أصلًا؟"

في هذه اللحظة انفجرت نور بالبكاء وصاحت بصوت عالٍ، يكسر الصمت ويجعل كل من حولها يتوقف:
- "بس بقى! اسكتوا خالص، مش عايزة أسمع صوت حد!"

ثم أسرعت نحو الأسفل، هاربة من المشهد. حازم، وقد امتلأ قلبه بالقلق، لحق بها وهو يقول بصوت ملؤه العطف:
- "استني يا نور، أنا جاي معاكِ."

ترك أمير نادين ونظر إليها نظرة مليئة بالاحتقار قبل أن يقول بنبرة قاسية:
- "إنتِ شيطانة! بدل ما توقفي جنبها في أصعب وقت بحياتها، بتعملي كده! أنا لو كنت أعرف إن ده هيحصل مكنتش أديت ندى العنوان أصلاً. يلا، اطلعي برا البيت، ومشوفش وشك هنا تاني!"

شعرت ندى بالحرج الشديد من تصرفات صديقتها، فالتفتت إلى أمير وقالت بحرج:
- "أنا آسفة يا أمير، مكنتش أعرف إنها هتتصرف بالشكل ده."

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن