«تـكمـــلة النهاية»

386 21 15
                                    

قال أحمد بنبرة ساخرة:
- "فيه حد ينقي يوم مطرة يعمل فيه فرح، لا وإيه في باخرة! "

انفجر أمير في ضحك متتالي، ثم قال وهو يحاول التقاط أنفاسه:
- "ده أنا ما صدقت الأرصاد قالوا هيبقى فيه مطرة عشان أعمل الفرح في اليوم ده، يعني الجو كله حب ورومانسية!"

قاطعه نادر بضحكة مدوية، وهو يربت على ظهره:
- "ماشي يا عم على اتفاقنا، كل حاجة ماشية تمام."

انطلقوا جميعًا بسياراتهم، متبقيًا فقط أمير ونور وصغيرهما فارس. أمسك أمير بيد نور برفق ونظر في عينيها بحب، قائلاً بصوت هادئ وحنون:
- "بصي يا قلبي، هنروح مشوار صغير، وبعد كده نروح، هتعجبك المفاجأة."

عقدت نور حاجبيها بدهشة، وقالت باستغراب:
- "مشوار إيه يا أمير!؟"

أخرج أمير قطعة قماش من جيبه ونظر إليها بنظرة ماكرة، قائلاً بمرح:
- "لما نوصل هتعرفي، بس دلوقتي هحط القماشة دي على عينك، عشان المفاجأة تبقى كاملة."

ضحكت نور بصوت عالٍ وقالت ساخرة:
- "إيه ده! هو أنت خاطفني ولا إيه!"

ابتسم أمير بمكر ورد بخفة:
- "حاجة شبه كده يا نور."

وضع القماشة على عينيها بلطف، ثم انطلق بالسيارة في هدوء. دقائق قليلة مرت حتى وصلوا إلى مكان ما. أوقف السيارة بهدوء وفتح بابها، ثم أمسك بيد نور ليساعدها على النزول، بينما كان يحمل فارس بين ذراعيه، وقال بحب:
- "أيوة، انزلي براحة، خلي بالك لراسك تتخبط."

قالت نور بتأفف وهي تحاول التحرر من القماشة:
- "شيل البتاعة دي بقى من على عيني، خليني أشوف!"

نزع أمير القماشة بحذر، وفتحت نور عينيها لتجد نفسها في مكان تعشقه، حيث كان المطر يهطل بغزارة، تذكرت لحظة غالية على قلبها. نظرت حولها بذهول، ثم استدار أمير نحوها وغمز لها قائلاً:
- "مش بيفكرك بحاجة المكان ده؟"

أجابت نور بصوت مليء بالفرحة والحنين:
- "أيوة... ده المكان اللي اتقابلنا فيه أول مرة! يوم ما وقعت وأنت ساعدتني."

ابتسم أمير بعينين مليئتين بالحب، وأشار بيده قائلاً:
- "طب بصي وراكِ كده."

استدارت نور ببطء، وعندما رأت ما خلفها، اتسعت عيناها بالدهشة والفرح. كان هناك مقهى يحمل اسم "ليلة ممطرة". شعرت بفيض من المشاعر والفرحة الغامرة. لم تستطع تصديق المفاجأة. نظر إليها أمير بحنان وقال بصوت دافئ:
- "عملت الكافيه ده في المكان اللي اتقابلنا فيه لأول مرة. دي هدية جوازنا، يا نور عيوني."

تأثرت نور حتى كادت عيناها تدمع، وقالت بصوت مرتعش من الفرحة:
- "أنا مش عارفة أقولك إيه يا أمير... دي أحلى هدية في حياتي."

وضع أمير إصبعه بلطف على شفتيها وقال بحب عميق:
- "ششش... ماتقوليش حاجة. أنتِ اسمك نور، وأنتِ فعلًا النور اللي نورلي حياتي بعد موت أهلي. تعالي، ندخل الكافيه ونكمل سهرتنا سوا."

ابتسمت نور برقة، وأمسكت بيد أمير قائلة:
- "وأنت أمير قلبي، وأنت فعلًا ملكه. يلا بينا."

عندما دخلا الكافيه، فتحت نور فمها بصدمة عندما رأت الأصدقاء: نادين، نادر، أحمد، وندى. كانوا يقفون في استقبالها ويصفقون بحماس.
قالت نور بدهشة وفرحة:
- "إيه ده! كلكوا هنا!"

ردت ندى وهي تضحك بسخرية:
- "آه، جينا نكمل السهرة معاكوا، هنفضل على قلبك كده"

أضافت نادين ضاحكة:
- "قولنا ماينفعش نسيبكوا لوحدكوا في ليلة زي دي."

ابتعد أمير قليلًا وهو يحمل فارس بين ذراعيه، وهمس في أذنه بحب دافئ:
- "يا فارس، كنت أتمنى تكون كبرت عشان تشوف المكان اللي اتقابلت فيه أنا ومامتك. بس ملحوقة، لما تكبر هجيبك هنا وأفرجك على كل حاجة... بحبك يا قلب بابا."

وكما يُقال «الطيور على أشكالها تقع»
فكانت "نور لأمير"
"حيثُ شعرا بنفس معاناة فقدان الأهل، وتشابها في الشخصية الخلوقة الحنونة، وكملا بعضهما في صفات أخرى مُتضادة، وكانا العوض لبعضهما بعد كل ذلك العناء الذي مرا به."

"ونادر لنادين"
حيثُ عاش الاثنان حياة التَّرف ومن نفس
الطبقة ونفس طبيعة العمل.

"وأحمد لندى"
ولكن بعد أن تاب واعترف بخطئه.
وقال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.

وهكذا انتهت رواية ليلة ممطرة ولكن لم تنتهِ حكاية أبطالها عند هذا الحد ولكن في رواية أخرى :) ♡

تاريخ الانتهاء من تأليف الرواية 5/11/2021
تاريخ بداية نشر الرواية             1/8/2024
تاريخ انتهاء نشر الرواية            5/9/2024

~ تمت بحمد الله ~

|ليلة ممطرة| (قيد التعديل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن